يتواصل انهيار الواقع المعيشي وارتفاع الأسعار بشكل مستمر ومن دون توقف في مناطق سيطرة النظام السوري، مع انعدام أي فرصة لتحسن الظروف الاقتصادية واستقرار أسعار السلع والمنتجات، بالتوازي مع الانخفاض الكبير في سعر صرف الليرة، حيث سجلت في تداولات الإثنين 12 ألفاً و300 مقابل الدولار.
يشكو الأهالي من ارتفاع الأسعار إلى درجة لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف أبسط الأمور، بينما تتقلب الأسعار في كل ساعة، لا بل في كل يوم، بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 200 في المئة
وتشهد الأسواق في سوريا حالة من الفلتان في الأسعار، إذ ارتفعت أسعار السلع إلى أكثر من ضعفين خلال فترة قصيرة لا تتعدى الأيام، حيث وصل سعر علبة المحارم الوسط في اللاذقية إلى 17 ألف ليرة، وكيلو القهوة إلى 110 آلاف ليرة، وعلبة المتة زنة 250 غراماً إلى 16 ألف ليرة، وكيلو السكر بين 13 – 16 ألف ليرة، وكيلو الرز من 10 – 14 ألف ليرة، وليتر الزيت النباتي يتجاوز 18 ألف ليرة في حال وجِد.
بينما كان كيلو البصل اليابس قبل يومين 4 آلاف ليرة ليصبح الآن بـ 6500 ليرة، أما الخيار كان بـ 3 آلاف وصار بـ 6 آلاف ليرة، والبندورة الشامية كانت بـ 2500 ليرة وصارت بـ 4 آلاف ليرة، وكيلو البامياء كان بـ 7 آلاف ليرة وصار بـ 10 آلاف ليرة.
نشرة الأسعار في حماة عبر "واتساب"
وبالانتقال إلى أسواق حماة، لم تختلف الأمور عن باقي المحافظات، حيث وصف تجار المدينة ارتفاع الأسعار الحالي بالمريع والمريب، إذ شهدت الأسواق أمس وللمرة الثالثة خلال بضعة أيام فوراناً بأسعار معظم المواد الغذائية وغير الغذائية.
وقال تاجر مفرق إن كيلو الرز الصيني المقبول النوعية، ارتفع أمس ثلاث مرات ولم يستقر بعد، رغم وقوفه مؤقتاً عند سقف 13500 ليرة، ومن المرجح أن يبلغ عتبة الـ15 ألفاً إذا لم يلجم أحدٌ جموح هذه الأسعار.
وذكر تجار آخرون أن التسعير يجري من خلال "واتساب" وعلى مدار الساعة، حيث يتلقون رسائل من التجار الكبار بالأسعار المتغيرة الجديدة، وفق سعر الصرف المتحرك.
حركة البيع شبه معدومة
وأكد رئيس لجنة تجار سوق الهال بحماة، مصطفى عرواني، أن حركة البيع والشراء بطيئة نتيجة الأسعار العالية وعدم وجود سيولة نقدية مع الناس. وأوضح أن المواد متوافرة وكثيرة ولكن أسعارها عالية، بسبب الكلفة الكبيرة للزراعة والإنتاج، وأجور النقل التي يتكبدها المزارع.
ولفت عرواني إلى أن الأسواق جامدة فعلاً، نتيجة عدم التناسب الكبير بين الأسعار وأجور الموظفين وغيرهم من العاملين لدى القطاع الخاص أيضاً. كما أن معظم الخضر والفاكهة تأثرت – وتتأثر – بموجة الحر الشديدة التي تعم البلاد، ما أدى لتلف بعضها وتضرر محاصيل أخرى.
6.5 ملايين ليرة تكاليف معيشة الأسرة في سوريا
ومع بداية شهر تموز الجاري، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لعائلة مكونة من خمسة أفراد في سوريا إلى أكثر من 6.5 ملايين ليرة سورية، بعد أن كان في نهاية آذار الماضي نحو 5.6 ملايين ليرة، في وقت لم يتجاوز متوسط الرواتب الـ 150 ألف ليرة، بحسب دراسة نشرتها جريدة "قاسيون".
ويعاني المواطنون في مناطق سيطرة النظام السوري من ضعف في القدرة الشرائية، في ظل ندرة فرص العمل وانخفاض الأجور والرواتب.