اعتقلت القوى الأمنية التابعة للنظام السوري، محافظ اللاذقية السابق إبراهيم خضر السالم، بعد توجيه سيل من التهم له تتعلق بالفساد وهدر المال العام والتعامل بغير الليرة السورية.
وتداولت صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يُظهر لحظة اعتقال عناصر النظام لـ"السالم" من منزله في اللاذقية، أمام جمع من السكان، قبل أن يتم تحويله إلى الفروع الأمنية.
ونشرت الصفحات صورة تتضمن التهم الموجهة للمحافظ السابق، وهي الرشوة وتزوير أوراق رسمية والهدر المقصود للمال العام لمرات عديدة، والغش في إدارة أموال الدولة وغسل الأموال والتعامل بغير الليرة السورية.
وأشارت إلى أن "السالم" يعد واحداً من بين 14 مسؤولاً سابقاً في مؤسسات حكومة النظام السوري، ممن جرى اعتقالهم للتهم ذاتها وزجهم بسجن البصة في اللاذقية.
وشغل "السالم" مناصب مختلفة خلال خدمته لصالح النظام، وتسلّم رئاسة فرع الأمن الجنائي في كل من إدلب والحسكة ودمشق، ثم تسلّم منصب محافظ اللاذقية من عام 2014 إلى عام 2021.
وفي 17 تشرين الثاني من عام 2021 أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد المرسوم رقم 347 للعام 2021 ويقضي بإنهاء تعيين إبراهيم خضر السالم محافظاً للاذقية، وتعيين عامر إسماعيل هلال بدلاً عنه.
تشكيك في إجراءات النظام السوري
وشكك ناشطون فيما ادعاه النظام السوري، عن جهوده في محاربة من يصفهم بـ"الفاسدين"، مؤكدين أن هذه الاعتقالات تهدف إلى التغطية على "الفاسدين الكبار" في دوائر ومؤسسات النظام، والتضحية بعدد ممن خدم بشار الأسد في وقت سابق، بهدف امتصاص غضب الموالين لا سيما في الساحل السوري، ممن يعيشون أوضاعاً صعبة بسبب انهيار الاقتصاد السوري وارتفاع الأسعار.
وتحدثت صفحات محلية في الساحل السوري عن عدم الثقة بالقضاء الخاضع لسلطة النظام السوري، خاصة أن المئات ممن تورطوا بـ "عمليات سرقة واختلاس وفساد" ما زالوا على رأس عملهم في المؤسسات العامة.
وكان إبراهيم خضر السالم، قد أعلن قبل إقالته بأشهر عن الحجز على أموال مسؤولين في ريف اللاذقية بسبب الفساد في توزيع التعويضات على متضرري الحرائق، التي اندلعت في جبال حمص، واللاذقية، وطرطوس، وحماة خلال عام 2020.
الفساد في سوريا
وحافظت سوريا على المرتبة قبل الأخيرة في قائمة مؤشر الفساد العالمي لعام 2022، وفقاً للتقرير السنوي الذي أصدرته "منظمة الشفافية الدولية"، والذي يرصد حالتي الشفافية والفساد، في 180 دولة حول العالم.
وفي تقرير سابق لـ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز العمليات الانتقالية الدستورية نهاية عام 2022، قال إن الإحباط المتنامي بسبب الفساد في سوريا كان أحد الأسباب الكامنة وراء الثورة السورية عام 2011.
وأضاف التقرير أن بشار الأسد وعلى غرار أبيه حافظ الأسد، قام بشراء الولاء عبر منظومة محكمة من المحسوبية العائلية وجماعات المصالح، يضاف إليها اليوم أمراء الميليشيات "الأثرياء الجدد".