هدد عضو الكنيست الإسرائيلي من "القائمة العربية الموحدة"، مازن غنايم، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي "المتأرجح" احتجاجاً على اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى اليوم الجمعة والاعتداء على المصلين والمعتصمين داخله، وذلك بالتزامن مع أعمق أزمة سياسية تمر بها الحكومة الإسرائيلية الحالية والمهددة بالانهيار بعد انسحاب عيديت سيلمان الأسبوع الماضي.
وكتب غنايم رسالة تهديد إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، اليوم الجمعة بالتزامن مع اقتحام الأقصى، قال فيها "أود إخباركم أنه إذا لم يتم وقف، بشكل فوري وعاجل، نشاط الأجهزة الأمنية في المسجد الأقصى المبارك، فأنا أرى نفسي خارج التحالف".
وأضاف عضو الكنيست العربي، أن الحكومة التي تتصرف بهذه الطريقة داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك ليس لها الحق في الوجود. مطالباً باتخاذ إجراءات فورية للتهدئة وللسماح لجميع الأديان بالاحتفال بأعيادهم بسلام وهدوء.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر اليوم الجمعة، ساحات المسجد الأقصى لتفريق المصلين والمعتصمين داخل المسجد، ما أدى إلى إصابة نحو 152 مصلياً واعتقال 400 آخرين، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.
بدوره، انتقد رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، صباح اليوم الجمعة، الاقتحام الإسرائيلي للحرم القدسي، ووصفه بـأنه "اعتداء على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك لحرماته".
كما دانت "القائمة العربية المشتركة" عمليات الاقتحام، وقالت في بيان لها إن "الاحتلال يسعى للتصعيد بكل الوسائل ورفع أيديكم عن الأقصى والقدس. القدس والأقصى وأهلهم سيظلون محترمين بينما الاحتلال وحكومته والجيش يتلاشى".
ومن جهة أخرى، دانت السلطة الفلسطينية ذلك وقال الناطق الرسمي باسمها، نبيل أبو ردينة إن "ما يحدث تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني". وطالب الجهات الدولية بالتدخل الفوري "لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة".
كما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بأشدّ العبارات اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين، ووصفته بأنه يعدّ "انتهاكاً صارخاً".
اقتحام الأقصى
تصادف صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان مع بدء عيد الفصح العبري (من 15 إلى 23 نيسان/أبريل الجاري)، احتفالات "سبت النور"، أهم المراسم المقدسة للكنائس الشرقية.
وسط دعوات من المستوطنين واليهود المتشددين (الحريديم) لاقتحام المسجد الأقصى (جبل الهيكل بحسب اعتقادهم) لتقديم الأضاحي "قرابين الفصح".
وعرضت حركة "العودة إلى الهيكل" اليهودية المتطرفة مكافأة مالية لكل من يتم اعتقاله في أثناء محاولة تهريب أضحية الفصح إلى الحرم القدسي، وبلغت جائزة من يتمكن من ذبح الأضحية 10 آلاف شيكل (نحو 3200 دولار).
חגיגות חג הפסח מתחילות!
— רפאל מוריס (@rafmoris) April 12, 2022
יוסי אלי ׳ערוץ 13׳: בעקבות עידודים לעלות להר הבית להקריב קרבן בערב פסח, בכירי החמאס מאיימים: אם יעלו להר הבית או יקריבו קורבנות נירה טילים על ירושלים.
מי מצטרף אלי לקרבן פסח?
وبحسب الطقوس اليهودية يحرص الحريديم على تقديم القرابين والأضاحي عشية هذا العيد في الحرم القدسي رغم ملاحقات الشرطة، وتصل بالبعض منهم إلى تهريب الجداء والخراف تحت الثياب والتسلل سراً إلى ساحة الحرم لتقديم الأضحية.
الحكومة المتأرجحة
تهديد غنايم بالانسحاب من الائتلاف الحاكم يعني سقوط الحكومة الحالية، وتعطيل عملها وشلها ما لم تعوض خسارتها في مقاعد البرلمان (61 مقعداً من أصل 120 للحفاظ على الأغلبية)، لا سيما بعد انسحاب رئيسة الائتلاف نفسه، عيديت سيلمان.
وكان انسحاب عيديت سيلمان (من حزب يمينا الذي يرأسه نفتالي بينيت)، في 6 نيسان/أبريل الجاري، أفقد الحكومة أغلبيتها وأصبحت مقاعدها (60 مقعداً) مساوية لنسبة المعارضة.
وبعد انسحاب سيلمان قالت التقارير الإسرائيلية إذا فقد الائتلاف شخصاً آخر، فستسقط الحكومة.
مازن غنايم من القائمة "الموحدة"، وهي الحزب العربي الوحيد داخل الائتلاف الحكومي، وهي ذات توجه إسلامي.
يشار إلى أن "الموحدة" وزعيمها عباس منصور كان "بيضة القبان" التي لولا انضمامها إلى الائتلاف لما أبصرت الحكومة الحالية النور في حزيران/يونيو 2021 ، ونجح بينيت ولابيد بإسقاط حكومات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو.