قتل قيادي في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وأصيب آخر، اليوم الخميس، برصاص مسلحين مجهولين اقتحما مركزاً لـ "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) في ريف دير الزور الشرقي.
ونقل موقع "نورث برس" عن مصدر أمني في "قسد"، أن مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية اقتحما مركز "الأسايش"في بلدة غرانيج شرقي دير الزور، وأطلقا النار على قيادي وعنصر داخل المركز.
وأضاف أن المهاجمين لاذا بالفرار بعد أطلاق النار، في حين نُقل القيادي وعنصر آخر إلى مشفى هجين العام، ليفارق القيادي حياته متأثراً بإصابته، بينما يتلقى العنصر العلاج وهو بحالة صحية حرجة.
والقيادي هو "أبو علي الفليتي" يشغل منصب مدير مركز "أسايش" غرانيج، ومسؤول الحواجز في المنطقة الشرقية في دير الزور.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن مناطق سيطرة "قسد" في ريف دير الزور الشرقي تشهد عمليات اغتيال شبه يومية، واشتباكات مسلحة مع قوات العشائر.
جذور الخلاف بين "قسد" ومقاتلي العشائر
تعود أسباب الخلاف إلى جذور عميقة تجلت، في 27 من آب 2023، عندما اعتقلت "قسد" في حملة أمنيّة قائد "مجلس دير الزور العسكري" التابع لها، أحمد الخبيل (أبا خولة)، كما حاصرت مقار المجلس في الحسكة ودير الزور، لتندلع الاشتباكات بعدها بين "قسد" والعشائر، التي أكدت أن حراكها لا يتعلق باعتقال "الخبيل"، إنما بممارسات "قسد" وتعرض أبناء المنطقة للظلم تحت إدارة هذه القوات.
وتمكنت قوات العشائر العربية في الأيام الأولى لحراكها من طرد "قسد" من معظم مدن وقرى ريف دير الزور الشرقي الواقعة شمالي نهر الفرات، لتمتد بعدها الاشتباكات أيضاً إلى أرياف الحسكة والرقة وحلب، لكنها توقفت بعد نحو 10 أيام نتيجة تباين القوى العسكرية بين الطرفين، حيث أرسلت "قسد" تعزيزات ضخمة من قوات النخبة، لتتوارد معلومات بعدها عن انتقال شيخ قبيلة العكيدات في سوريا وقائد الانتفاضة العشائرية إبراهيم الهفل إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
هجمات كر وفر متواصلة
ولاحقاً استطاعت العشائر امتصاص الصدمة، وعملت بعدها على ترتيب صفوفها بعد تسريبات عن حصولها على دعم من النظام، حيث أعلن الهفل عن تشكيل قيادة عسكرية للعشائر، ليبدأ بعدها مقاتلو العشائر بشن هجمات مكثفة ضد مواقع ومقارّ "قسد" في ريف دير الزور، معتمدين على استراتيجية حرب العصابات لاستنزافها بسبب فارق القوة، وانحياز قوات التحالف إلى "قسد".