اندلعت اشتباكات بين مجموعتين محليتين في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، مساء أمس الأحد، وذلك على خلفية اغتيال القيادي عبد الله إسماعيل الحلقي، واتهام إحدى المجموعتين بالوقوف خلف العملية.
وبحسب مصادر محلية، فإن الاشتباكات اندلعت بين مجموعة حسام الحلقي الملقب بـ"البوجي"، ومجموعة وائل الجلم الملقب بـ"الغبيني"، إثر اتهام الأخيرة باغتيال الحلقي.
وشهدت مدينة جاسم شمالي درعا ظهر يوم أمس الأحد، قيام مجهولين باستهداف عبد الله إسماعيل الحلقي بالرصاص المباشر، مما أدى إلى مقتله وإصابة شقيقه زكريا بجروح، ومقتل شاب مدني يدعى مجد غازي الغزاوي كان في مكان الحادثة.
وعمل الحلقي قبل سيطرة قوات النظام السوري على محافظة درعا عام 2018 في المجلس المحلي وفي الهيئة الشرعية في مدينة جاسم، وسبق أن تعرض في كانون الثاني من عام 2021 لمحاولة اغتيال، حيث استهدف مجهولون منزله بعبوتين ناسفتين.
وعقب مقتل الحلقي بدأت الاشتباكات بين مجموعة "البوجي" و"الغبيني"، ووفق موقع "تجمع أحرار حوران" فإن الطرفين استخدما الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بما في ذلك الرشاشات وقذائف الـRPG.
ودفعت تلك المواجهات المدنيين المقيمين في الحيين الغربي والجنوبي من مدينة جاسم إلى ترك منازلهم والنزوح إلى أماكن أكثر أمناً، وسط مناشدات ودعوات للفصائل المحلية في درعا للتدخل وإيقاف هذه المواجهات.
خلاف بعد تحالف
أوضح "تجمع أحرار حوران" أن مجموعتي "البوجي" و"الغبيني" كانتا في السابق ضمن تكتل واحد، وعملتا بشكل مشترك ضد خلايا تنظيم الدولة (داعش) في مدينة جاسم في تشرين الثاني عام 2022.
وبعد ذلك تفرقت المجموعتان من جراء خلافات نشبت بينهما، تقول بعض المصادر إن سببها رغبة كل قائد في توسيع نفوذه، فيما اتهمت أخرى النظام وأجهزته الأمنية بالوقوف خلفها لرغبته في إحداث شرخ وفتنة بين المجموعات المحلية وإشغالها ببعضها البعض.
ووفق المصدر، فإن "الغبيني" تعرض في السابق لعدة محاولات اغتيال كان آخرها في شباط عام 2023، وذلك على يد عناصر يتبعون لـ"داعش" بسبب خلاف حول الأحداث التي شهدتها المدينة قبل أشهر والقضاء على خلايا التنظيم فيها.
وبعد الخلاف، سرّب عناصر التنظيم تسجيلاً صوتياً لـ"الغبيني" بعد عودته من اجتماع في الإمارات ضم عدداً من قادة الفصائل السابقين في تموز 2022، يقدم فيه معلومات عن القيادي كنان العيد وتحركاته، والذي قتل بعد اقتحام مجموعة من التنظيم منزله في مدينة جاسم.
الفلتان الأمني في درعا
تشهد محافظة درعا منذ سيطرة قوات النظام عليها بموجب اتفاق "التسوية" عام 2018 فلتاناً أمنياً غير مسبوق، يتمثل بعمليات الاغتيال شبه اليومية التي تستهدف شخصيات من مختلف الأطراف، إضافة إلى انتشار المخدرات بشكل كبير.
وخلال الأسبوع الأول من شهر تموز الجاري، شهدت المحافظة مقتل 15 شخصاً وإصابة 6 آخرين، من جراء تعرضهم لإطلاق نار في أماكن متفرقة من المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الليلة الماضية شهدت مقتل الشاب أحمد مدين السلام، وإصابة الشاب أيهم السلام إثر استهدافهما بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين في مدينة نوى غربي درعا.