اعتقلت السلطات الروسية نائب وزير الدفاع تيمور إيفانوف، يوم أمس الثلاثاء، بتهمة التورط في قضية فساد كبيرة، وسط أنباء عن حملة اعتقالات طالت ضباطاً آخرين.
وقالت لجنة التحقيق الروسية في بيان إن اعتقال إيفانوف سببه تلقيه رشاوى كبيرة، وفي حال إدانته فإنه سيواجه عقوبة السجن لمدة قد تصل إلى 15 عاماً.
وبحسب الرئاسة الروسية "الكرملين" فإن الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو على علم باعتقال إيفانوف، علماً أن الأخير كان حاضراً قبيل اعتقاله في اجتماع لكبار مسؤولي وزارة الدفاع برئاسة شويغو.
ويشغل إيفانوف منصب نائب وزير الدفاع الروسي منذ أيار عام 2016، وكان مسؤولاً عن إدارة الممتلكات والإسكان والبناء والرهون العقارية في وزارة الدفاع التي لم تدل بأي تعليق حتى الآن.
بدورها، ذكرت صحيفة "إزفستيا" الروسية أن مسؤولين آخرين اعتقلوا أيضاً، رغم عدم وجود تأكيد رسمي لذلك، وتقديم التلفزيون الرسمي تغطية كاملة للقضية.
إيفانوف تحت الرقابة
نقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصدر أمني قوله إن الاستخبارات العسكرية التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي كانت تراقب تيمور إيفانوف منذ فترة طويلة.
وقال المصدر: "دعونا نقول فقط إن التحقيق لم يبدأ أمس، أو أول من أمس، أو حتى قبل شهر، وقضيته تستند إلى شهادات شهود عيان ونتائج أنشطة عملية"، مشيراً إلى أن إيفانوف يخضع حالياً للتحقيق.
وخلال السنوات الماضية، عرف عن إيفانوف كغيره من شخصيات قطاع النخبة في روسيا بالبذخ الكبير، والتباهي بالعقارات الفاخرة والحفلات الضخمة.
وسبق لمؤسسة مكافحة الفساد الروسية التي كان يرأسها المعارض الراحل أليكسي نافالني أن اتهمت إيفانوف وعائلته بعيش أسلوب حياة مترف، كما أن مجلة فوربس أدرجته ضمن قائمة أغنى الرجال في الهياكل الأمنية الروسية.
شكوك في صحة الرواية الرسمية
حتى الآن، لم يتضح السبب الحقيقي لاعتقال هذا المسؤول الكبير الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، خاصة أن الفساد ليس جديداً ومستشرٍ بشكل كبير في المؤسسة العسكرية الروسية.
وتشير بعض التقارير إلى أن هذه الحادثة مرتبطة بالحرب في أوكرانيا، وخاصة فيما يتعلق بانسحاب الجيش الروسي من بعض المناطق بعد السيطرة عليها.
كما أن اعتقال إيفانوف قد يكون مؤشراً على وجود صراع داخل الجيش الروسي، لا سيما أن البلاد شهدت العام الماضي تمرداً مسلحاً قاده زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين بسبب خلاف مع شويغو حول الحرب في أوكرانيا.