icon
التغطية الحية

استغلال أم تجارة؟.. تكاليف إرسال الأوراق من سوريا إلى مصر تربك السوريين

2024.08.24 | 17:25 دمشق

آخر تحديث: 24.08.2024 | 17:25 دمشق

السوريون في مصر
مطعم سوري في مصر (الأناضول)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • ارتفعت تكاليف إرسال الأوراق الرسمية من سوريا إلى مصر، مما سبب ارتباكًا بين السوريين.
  • جوازات السفر هي الأكثر طلبًا، وتتفاوت كلفة نقلها من 1500 إلى 5000 جنيه مصري.
  • يلجأ البعض لاستغلال الظروف بطلب مبالغ مالية كبيرة مقابل خدمات تبدو بسيطة.

أثار ارتفاع تكاليف إرسال الأوراق الرسمية من سوريا إلى مصر حالة من الارتباك بين السوريين الساعين لاستكمال أوراقهم القانونية لأسباب متعددة، سواء للدراسة أو الإقامة.

ومع تصاعد الشكوك حول ما إذا كانت هذه العمليات استغلالية أم حق مشروع لحاملي هذه الأوراق، وجد العديد من السوريين أنفسهم عالقين بين الحاجة الملحة لإتمام معاملاتهم والضغوط المالية المتزايدة التي يفرضها الواقع.

ومن أبرز الأوراق التي يسعى السوري في مصر للحصول عليها من سوريا "جوازات السفر". فقد فضل كثيرون استخراجها عبر أفراد عائلاتهم الذين لا يزالون في الداخل السوري، لتجنب الانتظار الطويل لدورهم في سفارة النظام بالقاهرة، حيث قد يمتد هذا الانتظار لأشهر.

وتتفاوت المبالغ المطلوبة من الأشخاص الذين يتطوعون بحمل جواز السفر، إذ قد تصل الكلفة إلى 1500 جنيه مصري للجواز الواحد. لكن الصدمة الكبرى تأتي من استغلال البعض وطلبهم مبالغ كبيرة بعد وصول الجوازات إلى مصر، حيث اضطر بعض الأشخاص لدفع ما يصل إلى 2500 جنيه مصري (نحو 50 دولاراً أميركياً).

وأكدت سيدة من ريف دمشق لموقع تلفزيون سوريا، فضلت عدم الكشف عن هويتها، أنها تواصلت مع سيدة في سوريا وعدتها بحمل "جوازي سفر" لها مجاناً، لكنها فوجئت عند وصول الجوازات إلى مصر بمطالبتها بدفع 5000 جنيه مصري.

وبررت السيدة التي حملت الجوازين طلبها لهذا المبلغ بأن السلطات في المطار أوقفتها واضطرت لدفعه لتتمكن من المغادرة، حيث لم تجد صاحبة الجوازين خياراً سوى دفع المبلغ.

من جهة أخرى، تواصلت "أم أحمد" من دمشق مع عدة أشخاص عبر معارفها لحمل جواز سفرها من سوريا، لكن أحدهم طلب 1000 جنيه، وآخر 800، بينما كان الأرخص يطلب 500 جنيه. ونتيجةً لذلك، لجأت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عثرت على أشخاص تعرفهم عن بُعد وحملوا لها الجواز دون مقابل.

لكن حال "أم أحمد" يختلف عن كثيرين الذين اضطروا لدفع مبالغ مرتفعة لضمان وصول جواز السفر في الوقت المناسب، خاصة في ظل التشديدات الأخيرة على السوريين في مصر وضرورة وجود جواز سفر ساري المفعول للتسجيل في المدارس أو الجامعات أو لاستخراج الإقامة.

تبريرات من يطلبون هذه المبالغ

ترى سيدة تتنقل بين سوريا ومصر أن طلب هذه المبالغ حق مشروع لها، حيث تعتبر هذا العمل مصدر دخل لها، وتحتاج لجمع مبلغ مالي في كل مرة تسافر فيها لتغطية نفقات السفر وادخار بعض المال.

وترى أن مبلغ 800 جنيه لحمل جواز سفر ليس كبيراً مقارنة بتكاليف السفر والحاجة لنقل الجواز من سوريا إلى مصر.
ولكن في ظل ذلك لايزال السوريون يجدون أشخاصاً يحملون الأوراق دون أي مقابل، في حين يطلب القليل مبالغ مالية قليلة ولكن يعتبر عددهم محدود جداً.

المشكلة ليست فقط من سوريا إلى مصر.. بل العكس أيضاً

ويعاني الأشخاص الذين يرغبون في إرسال الأوراق أو الأدوية أو أي احتياجات أخرى من نفس المشكلة، حيث يطلب المسافرون مبالغ كبيرة أيضًا. فعلى سبيل المثال، ذكر أحد الأشخاص أنه دفع 150 جنيهاً مصرياً لإرسال 5 علب دواء إلى والدته في سوريا، بعد أن رفض كل من سألهم حمل العلاج دون مقابل.

يضطر كثير من السوريين لإرسال أوراق أو أدوية أو احتياجات أخرى إلى عائلاتهم في سوريا، لكن البعض يتراجع عن ذلك بسبب ارتفاع التكاليف. على سبيل المثال، أراد "علاء" إرسال ملابس لإخوته، لكن من تطوع لحملها طلب منه 2000 جنيه مصري، وهو مبلغ يساوي ثمن الملابس نفسها، مما دفعه للتراجع عن الأمر.

السوريون في مصر

وتزداد تعقيدات الحياة اليومية للسوريين المقيمين في دول الجوار، وخاصةً في مصر، التي تستقبل أعداداً كبيرةً من اللاجئين السوريين، الذين باتوا مجبرين على استخراج الإقامات لكل الأعمار للبقاء على أراضيها بشكل قانوني بعد انتهاء مهلة 30 حزيران/يونيو التي أعطتها السلطات للأجانب للوجود على أراضيها.

ودفع ذلك كل من كان لا يملك أوراقاً أو جوازات سفر أو من تأخر في تسجيل أحد أبنائه من المواليد الجدد إلى الإسراع باستخراج الأوراق اللازمة للحصول على الإقامة، خوفًا من إجباره على مغادرة مصر.

وفي ظل غياب الإجراءات المناسبة لتسهيل المعاملات الرسمية بين سوريا ومصر، والمواعيد المتأخرة لسفارة النظام في القاهرة، وارتفاع التكاليف، يجد السوريون أنفسهم أمام تحديات كبيرة تتعلق باستكمال أوراقهم القانونية. هذا ما يدفع العديد منهم إلى اللجوء إلى طرق غير تقليدية لاستكمال معاملاتهم، ما يفتح الباب أمام استغلال البعض لهذه الظروف وطلب مبالغ مالية مرتفعة مقابل خدمات تبدو بسيطة، لكنها ضرورية للسوريين لمواصلة حياتهم بشكل قانوني في مصر.