البث المباشر
كشف صحيفة "التلغراف" البريطانية أن روسيا نشرت مرتزقة من "النازيين الجدد سيئي السمعة المعروفين باسم (وحدة روسيش) في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن هذه الوحدة "ارتكبت أعمالاً وحشية في سوريا وفي حرب 2014 في شبه جزيرة القرم".
وقالت الصحيفة إن الوحدة، التي أعلنت عن نفسها بنفسها، وتم تجنيدها من الدوائر القومية في موسكو وسان بطرسبرغ، نشرت صوراً لقواتها في منطقة خاركيف في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، موضحة أن "ظهور هؤلاء المقاتلين الفاشيين واليمينيين المتطرفين يقوّض بشكل علني مزاعم روسيا بأنها تقاتل من أجل اجتثاث النازية في أوكرانيا".
وأظهرت إحدى الصور، التي نشرتها "التلغراف"، رئيس إقليم دونيتسك وهو يقدّم جائزة لمقاتل يرتدي لباساً يظهر عليه رمز "Valknut" الذي خصصته الوحدة شعاراً لها، وشعار "Totenkopf" وهو شعار الجمجمة والعظام المتصالبة لقوات الأمن الخاصة.
من هي وحدة "روسيش"؟
وعن تاريخ وحدة روسيش، قالت "التلغراف" إنها تأسست في صيف العام 2014، على يد أليكسي ميلشاكوف، وهو نازي جديد من سان بطرسبورغ معروف بأنه شديد العنف، ويان بتروفسكي، وهو قومي ووطني روسي، نشأ وتتطرف في النرويج.
وأضافت أن الوحدة قاتلت في منطقة لوهانسك تحت قيادة ألكسندر بيدنوف، وهو أحد أمراء الحرب الموالين لروسيا، والذي قُتل لاحقاً في صراع داخلي انفصالي على السلطة، مشيرة إلى أن الوحدة "اكتسبت سمعة وحشية في أوكرانيا، حيث صور ميلشاكوف نفسه إلى جانب الجنود الأوكرانيين القتلى".
بعد مغادرة الوحدة أوكرانيا في العام 2014، ظهر عدد من أعضائها في سوريا إلى جانب مجموعة مرتزقة "فاغنر"، التي يديرها حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يفغيني بريغوجين، في حين وصف بعض الباحثين وحدة "روسيش" بأنها وحدة فرعية من "فاغنر".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم التحقيق مع وحدة "روسيش" بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ووجهت اتهامات إلى مؤسسيها، ميشالكوف وبتروفسكي، بالإرهاب في أوكرانيا.
ما علاقة الكرملين مع الوحدة؟
وعن علاقة الكرملين بالمجموعات اليمينية المتطرفة والنازية الجديدة، قالت "التلغراف" إنه "قبل العام 2014، كانت حكومة فلاديمير بوتين تتأرجح بين المغازلة والاستمالة واتخاذ إجراءات صارمة ضد اليمين المتطرف"، مشيراً إلى أن بوتين كان يعتبر هذه المجموعات "منافساً خطيراً محتملاً على السلطة".
وأضافت أنه عقب اندلاع حرب أوكرانيا في القرم عام 2014، "لم يكن لدى السلطات الروسية أي مانع من السماح للنازيين وغيرهم من الجماعات اليمينية المتطرفة والمعادية للسامية بتشكيل وحدات قتالية، ودعم قواتها النظامية على الأرض".
ولفتت "التلغراف" إلى أن بعض أعضاء الحركة حذّروا من أن الكرملين "يأمل في عودة القوميين من ساحات القتال في أكياس الجثث"، في إشارة إلى رغبة الكرملين في استخدام هذه الحركات والتخلف منها في آن معاً.
