سجلت مناطق شمال غربي سوريا حالتي انتحار لمدنيين اثنين، في آخر 24 ساعة، لتصل بذلك حالات الانتحار الموثقة إلى 75 حالة، باءت 25 حالة منها بالفشل، منذ بداية العام الجاري 2022.
وانتحر اليوم الثلاثاء شاب من بلدة معرشمارين ومقيم في مخيم كفرلوسين، ويوم أمس انتحر شاب في قرية كفريحمول وترك رسالة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب عليها: "أختي الحبيبة سامحيني على بدي اعملو وقولي لأمك الله لا يسامحك لا دنيا ولا اخرة وقولي لمرتي رغد تسامحني وقوليلا رضوان بحبك.. سامحيني رغد بحبك.. سامحني يارب.. اختي بدي منك ماتخلي امي تحضر جنازتي".
وشكلت فئة النساء معظم حالات الانتحار، لعدم وجود من يساندهنّ في تخطي الصعوبات، بالإضافة لليافعين العاجزين عن مواجهة ضغوطات الحياة المختلفة التي تواجههم، بحسب الإحصائية التي أعلن عنها فريق "منسقو استجابة سوريا"، اليوم الثلاثاء.
ويعاني الأهالي في شمال غربي سوريا من سوء الأحوال المادية، وحالات النزوح المستمرة بسبب تهديدات قوات النظام السوري وروسيا، فضلاً عن القلق الدائم حول تأمين مصادر الرزق، وهو ما يساهم في استمرار المنطقة بتسجيل حالات انتحار بين سكانها المدنيين.
أسباب وعوامل الانتحار
وفي حديث سابق لموقع تلفزيون سوريا، وضع الباحث الاجتماعي عبد الله درويش عدداً من العوامل والأسباب التي أسهمت في تفشي ظاهرة الانتحار بشكل عام لدى مختلف الفئات العمرية في الشمال السوري.
العوامل الاقتصادية:
- الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعاني منها العائلة السورية.
- العجز عن تأمين أدنى متطلبات الحياة اليومية في ظل انعدام فرص العمل.
- غياب الأمان الوظيفي، وعدم وجود مستقبل واضح للعمل.
- غياب المشاريع الحقيقية لتوفير فرص عمل.
عوامل اجتماعية:
- التهجير، والنزوح، وتغيّر أماكن السكن بشكل مستمر، وما نتج عنه من انعدام استقرار.
- غياب الرعاية الأسرية نتيجة التفكك الأسري والمشكلات العائلية.
- انتشار المواد المخدرة وارتفاع أعداد المتعاطين منها من الجنسين، وفقدان المتعاطي القدرة على إدراك تصرفاته.
- الضغوط الاجتماعية المحيطة بالفرد، وما تسببه من انكسارات وإحباطات على المستوى الشخصي.
- عدم قدرة الأسرة على توفير متطلبات أبنائها، ومواكبة التطورات التي يلاحظها الفرد، ما يصل به إلى مرحلة إحباط وعجز تام.
- التشهير، على مواقع التواصل الاجتماعي وما يرافقه من فضائح شخصية للأفراد.
- التسرب التعليمي، وغياب الدور الحقيقي للمدرسة.
عوامل نفسية:
- القلق والخوف من المستقبل، وعدم وضوحه.
- غياب الأمن وما ينتج عنه من خوف وهلع مستمر.
- الاضطرابات النفسية، وعدم الاستقرار النفسي
- غياب مراكز الرعاية الصحية والنفسية.