سجل سعر متر السجاد في دمشق ارتفاعاً عن العام الماضي بنحو 300%، في وقت يعاني فيه السوريون من قدرتهم على تأمين وسائل التدفئة بالشتاء نتيجة تضخم الأسعار وانخفاض مستوى الدخل، ما دفع البعض للتوجه إلى الشراء من أسواق المستعمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً وسط زيادة في عروض بيع الأدوات المنزلية المستعملة إما لضرورة السفر أو لتأمين مبلغ مالي لدفعه لقاء شيء أهم.
في جولة على محال السجاد في دمشق، بدأ سعر متر السجاد من 300 ألف ليرة وأخذ يرتفع أكثر تبعاً للجودة حيث يختلف سعر المتر تبعاً لنوع الخيط ومصدره، بينما بدأ سعر المتر العام الماضي من 75 ألف ليرة للنوعية الأقل من الوسط و150 ألف ليرة للوسط، أي أن سعر المتر ارتفع بين 100 - 300 %.
ووصل سعر متر السجاد للنوعيات الجيدة إلى نصف مليون ليرة وقد ارتفع أكثر تبعاً للمصدر والجودة، بينما لم يتجاوز العام الماضي الـ250 ألف ليرة، في حين تراوح سعر متر الموكيت بين 200 – 250 ألف ليرة، بينما بالكاد كان يتراوح العام الماضي بين 60 – 150 ألف ليرة تبعاً للجودة.
أسعار مؤقتة للسجاد بأسواق دمشق
ووفقاً للأسعار الحالية، فإن سعر السجادة ستة أمتار مربعة أو (الستاوية كما يطلق عليها) يصل إلى 1.8 مليون ليرة للوسط، ويرتفع للنوعية الجيدة إلى 3 ملايين ليرة، بينما الموكيت الذي كان الخيار الأقل كلفة بالنسبة للسوريين، فقد وصل سعر الموكيتة 6 أمتار مربعة إلى 1.5 مليون ليرة.
يؤكد أكثر من صاحب محل لبيع السجاد في دمشق، أن الأسعار المذكورة حالياً هي مؤقتة وستزيد أكثر من 25% مع دخول فصل الشتاء ونزول موديلات جديدة، مشيرين إلى أنه رغم العروض التي يعلنون عنها إلا أن الاقبال على شراء السجاد يكاد يكون معدوماً قياساً بالسنوات السابقة.
يشير صاحب أحد المحال إلى أن ارتفاع الأسعار سببه ارتفاع سعر المازوت الصناعي والخيوط وأجور العمال، والنقل بين المحافظات، مؤكداً أن أغلب الأسر باتت تتجه لشراء السجاد المستعمل عبر الإنترنت، أو السجاد التجاري الذي لا يزيد سعر المتر على 150 ألف ليرة ويباع في البسطات بالشوارع أو ببعض المحال في جرمانا.
سجاد مستعمل وبطانيات المعونة
أسعار السجاد المستعمل كانت أقل بكثير من السوق، حيث تعرض السجادة الـ9 أمتار بنحو 500 ألف ليرة وقد ترتفع إلى 800 ألف ليرة إن كانت بحالة ممتازة، في حين تعرض السجادة الستاوية بين 250 – 350 ألف ليرة تبعاً لحالتها.
في العام الماضي، مدت العديد من الأسر الأرضيات ببطانيات المعونة الرمادية بدلاً من السجاد لارتفاع سعره، ويبدو أن خيار البطانيات سيكون مطروحاً أيضاً هذا العام، يقول أبو زهير وهو رب عائلة من 5 أفراد يسكن في شقة مستأجرة في جرمانا، إنه غير قادر على شراء السجاد، وسيقوم بمد الأرض ببطانيات المعونة.
اشترى أبو زهير 5 بطانيات مستعملة الواحدة بـ25 ألف ليرة، سيقوم بمد اثنتين على الأرض واستخدام الباقي للتدفئة، وتراوح سعر بطانيات المعونة المستعملة بين 20 – 40 ألف ليرة، في حين تباع الجديدة بين 50 – 60 ألف ليرة، وسط توقعات بارتفاع سعرها أكثر مع دخول فصل الشتاء.
ويعتبر سعر السجاد محرراً، أي أنه لا يخضع لتسعيرة محددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة للنظام. في العام الماضي، قال مدير الأسعار في "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" نضال مقصود إن السجاد يعتبر من المصنوعات المحلية لذا "هو يخضع لإعداد بيان كلفة يُقدم إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة التي يتبع لها المنتج ليجري تدقيقه من قبل دائرة الأسعار واعتماده ليكون حجة على المنتجين والبائعين".
وأشار مقصود إلى أنه عندما ترد شكاوى إلى الوزارة حول ارتفاع الأسعار يتم تحويلها إلى مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليتم تدقيق الشكاوى ومقارنتها مع بيانات الكلفة "لكشف حالات التلاعب بالأسعار".