icon
التغطية الحية

ارتفاع تكاليف غسيل الكلى يدفع المرضى في دمشق لتقليل عدد الجلسات

2024.07.19 | 13:27 دمشق

إحدى مشافي العاصمة دمشق ـ رويترز
إحدى مستشفيات العاصمة دمشق ـ رويترز
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

الملخص:

  • يفاقم قرار رفع أجور غسيل الكلى في المشافي الحكومية معاناة آلاف المرضى الذين يعجزون عن دفع فاتورة الاستشفاء الشهرية التي تتجاوز 120 ألف ليرة، مع التلاعب بالأدوار والانتظار الطويل.

  • تجري المشافي الحكومية جلسات غسيل الكلى بـ15 ألف ليرة لكل جلسة، بينما تبلغ تكلفة الجلسة في القسم الخاص ضمن المشافي العامة 300 ألف ليرة.

  • اضطر بعض المرضى إلى خفض جلسات الغسيل إلى مرة واحدة كل عشرة أيام بدلاً من مرتين أسبوعياً، مما يزيد من معاناته وصعوبة تأمين الرعاية الصحية اللازمة.


لم تعد مشكلة ثائر (36 عاماً) وهو من سكان حي كفرسوسة تنحصر في الحصول على دور لغسيل الكلى في مشفى المواساة الجامعي بدمشق، إذ بات يعاني اليوم من صعوبة تأمين ثمن جلسة الغسيل التي تم تخفيضها إلى 15 ألف ليرة سورية بعد رفعها منذ أيام إلى 82500 ليرة، وكانت تبلغ تكلفة جلسة غسيل الكلية سابقاً أقل من ألف ليرة.

كان الشاب الثلاثيني يغسل مرتين أسبوعياً وبتكلفة رمزية بعد وساطات عدة لحجز دور للغسيل، بينما اليوم أضحى ألمه مضاعفاً بين الحصول على الدور وبين تأمين تكلفة جلسة الغسيل، وذلك رغم تخفيض حكومة النظام السوري تكلفة جلسة الغسيل من 82500 ليرة  إلى 15000 ليرة بقرار من وزير الصحة في حكومة النظام حسن الغباش.

يفاقم قرار رفع أجور غسيل الكلى في المشافي الحكومية معاناة آلاف المرضى العاجزين عن دفع فاتورة الاستشفاء البالغة أكثر من 120 ألف ليرة شهرياً خصوصاً من لديه أكثر من جلسة غسيل أسبوعياً، فضلاً عن التلاعب بالدور والانتظار لأيام حتى يتمكن المريض من إجراء غسيل الكلى.

وتجري المشافي الحكومية بشقيها العام والخاص جلسات غسيل الكلى، وبينما كان المريض لا يدفع أي تكاليف مالية بالقسم العام الذي يجري جلسات الغسيل مجاناً، تحولت اليوم جلسات الغسيل إلى جلسات مأجورة (15 ألف ليرة لكل جلسة). أما في القسم الخاص ضمن المشافي العامة فتبلغ قيمة جلسة غسيل الكلى 300 ألف ليرة.

وبعد قرار رفع أجور غسيل الكلى ومن ثم تخفيضه إلى 15 ألف ليرة، سيضطر ثائر لدفع أكثر من نصف راتب زوجته (موظفة حكومية) والبالغ 300 ألف ليرة في حال أراد الغسيل مرتين كل أسبوع، في حين أن الرجل يعمل مياوماً في سوق الخضار بعد ترك وظيفته الحكومية، وفي أحيان كثيرة لا يتمكن من العمل نتيجة وضعه الصحي.

تخفيض عدد جلسات غسيل الكلى

بناء على ماسبق، خفض ثائر جلسات الغسيل إلى مرة واحدة كل عشرة أيام بدلاً من مرة كل أسبوع، ويقول لموقع تلفزيون سوريا بعد اليوم لن "أغسل إلا مرة واحدة خلال العشرة أيام بغض النظر عن تكلفة الجلسة وعن توفر الدور من عدمه".

وترفع حكومة النظام السوري أسعار الخدمات الطبية والاستشفاء بما لا يتناسب مع دخل أغلب السوريين الذي لا يتجاوز الـ 30 دولار أميركي شهرياً. إذ رفعت الحكومة بنهاية شهر حزيران الفائت تعرفة المعاينات الطبية وأجور المشافي بنسبة 600 في المئة.

كذلك، ليست فقط أجور جلسة غسيل الكلية ما يفاقم معاناة المرضى، إنما هناك مجموعة من الأدوية الأخرى يجب على المريض تناولها لمنع تدهور صحته، كما قال حسين، وهو مريض كلى لموقع تلفزيون سوريا.

وأضاف، بأنه يعاني إلى جانب ارتفاع تكلفة جلسة الغسيل من فقدان بعض الأدوية وارتفاع سعرها كأدوية ضغط الدم المرتفع، والأدوية المضادة لتورم الساقين والتي وصفها له الطبيب منعاً لحدوث أية مضاعفات صحية أخرى، عدا عن الازدحام الشديد في أغلب المشافي الحكومية وعدم توفر دور للغسيل بشكل اعتيادي.

وبحسب حسين هناك مرضى يعرفهم يحتاجون إلى غسيل يومي نتيجة تفاقم وضعهم الصحي، وقرار رفع تكلفة الجلسة شكل "كارثة لهم"، وفق وصفه.