امتنع كثير من السوريين هذا العام عن إعداد "المونة" التي تخزن لفصل الشتاء، كالفول الأخضر والبازلاء وغيرها، بسبب عجزهم عن شرائها في ظل ارتفاع الأسعار وتقنين الكهرباء.
ونقلت صحيفة (تشرين) التابعة للنظام، عن إحدى السيدات في ريف دمشق، أن عادة تحضير المونة الشتوية بدأت تتحول إلى شيء من الماضي ونوع من الكماليات، بسبب ضعف القدرة الشرائية، في ظل ارتفاع أسعار الخضراوات بشكل كبير مقارنةً بالأعوام الماضية، خاصة أول نزولها إلى الأسواق.
وقالت السيدة إن "كيلو البازلاء وصل سعره في الأسواق إلى 5000 ليرة وما فوق، وهذا لا يتناسب مع القدرة الشرائية لكثير من الأسر"، مضيفة أنه حتى الفول الأخضر يختلف سعره من سوق إلى سوق، علماً أنه طرأ انخفاض ملموس على سعره، ففي بداية موسمه وصل سعره إلى 5000 ليرة، والآن يتراوح سعره بين 1800 و2000 ليرة.
تقنين الكهرباء أتلف "مونة" السوريين
وذكرت الصحيفة المقربة من النظام، أن كثيرا من العائلات امتنعت عن تجهيز "المونة" للعام الحالي خوفاً عليها من تقنين الكهرباء، ولجأت لتخزين كمية أقل بكثير من الكميات التي اعتادت تخزينها في الأعوام السابقة، فارتفاع ساعات التقنين خلال العام المنصرم، أدى إلى تلف "المونة" لدى كثير من المواطنين.
همّ التخزين وغلاء الأسعار.. هل بقي هناك من يعدّ«المونة»؟ #تشرين
— صحيفة تشرين (@tishreen_news) May 15, 2022
في كل عام، وفي مثل هذا التوقيت تبدأ الأسر تحضّر"المونة" لتخزينها لفصل الشتاء مثل الفول والبازلاء والثوم،لكن واقع الحال والظروف الاقتصادية أثرت في تلك التحضيرات،وبات إعداد «المونة»هماً وعبئاً ثقيلاً على كاهل الكثيرين pic.twitter.com/od3E8QEuS8
وفي سياق متصل، بدأت بعض العائلات بالبحث عن بدائل أخرى بعيداً عن "التفريز" الذي يعتمد على الكهرباء، ولجأت إلى "التيبيس" أو تخزين نصف الكمية التي خزنتها في الأعلام السابقة.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم حقيقي، حيث وصلت ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 20 ساعة متواصلة.
ارتفاع الأسعار في سوريا
وتشهد أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية في سوريا كالخضراوات واللحوم والزيوت وغيرها ارتفاعات يومية، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين.