يتحول السوريون المتأثرون سلبا بارتفاع الأسعار بشكل متزايد إلى الطب البديل لعلاج الأمراض اليومية، مع استمرار إلقاء الأزمة الاقتصادية في البلاد وضعف الليرة بظلالها على السوق المحلية.
اقرأ أيضاً: مسؤول أممي: 60 في المئة من السوريين لا يصلهم الغذاء بانتظام
فمع ارتفاع أسعار العقاقير الطبية والأدوية في الصيدليات يتوافد سكان العاصمة دمشق على محال بيع الأعشاب والبهارات التي تُستخدم في العلاج فيما يسمى بالطب البديل.
وقال أسامة مهرة، وهو صاحب محل لبيع الأعشاب والمواد الطبيعية لوكالة رويترز: "إن غلاء الأدوية وعدم الثقة بالمنتج (الأدوية) بسبب ضعف المواد الفعّالة، دفع الناس إلى العودة لاستخدام الأعشاب الطبية، الأعشاب الطبية لها فوائد فعّالة لكنها تحتاج وقتا أطول من الأدوية الكيمياوية".
اقرأ أيضاً: سوريون يؤجرون البطاقة الذكية لكسب راتب شهري وربطة خبز يومياً
كما شهدت سوريا في الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا في إصابات كوفيد-19 منذ منتصف شباط الماضي، وقال عضو في اللجنة الاستشارية لفيروس كورونا في دمشق، يوم الخميس: إن خيارات الإغلاق لا تزال محدودة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.
إضافة إلى ذلك قال الصليب الأحمر والهلال الأحمر: إنه بعد مرور عشر سنوات على بدء الحرب ما زالت عائلات سورية كثيرة تواجه صعوبات من أجل شراء الطعام، كما أن سيارات الإسعاف لا تجد الوقود اللازم لكي تتحرك من أجل نقل المصابين إلى المستشفيات.
اقرأ أيضاً: سوريون عائدون من لبنان.. خوف وعطالة وعزلة
ومع اعتماد كثير من السوريين على أنفسهم وخبرتهم الشخصية فيما يتعلق بتناول الأعشاب بديلا عن أدوية الطب الحديث، يحذر طبيب يستخدم الأعشاب التقليدية في علاج مرضاه من أنه لا ينبغي إعطاؤها بحسب الرغبة.
وقال الطبيب منذر رحمون: "التداوي بالأعشاب لا يضر عندما يصفه شخص ملم بالأعشاب؛ لأن الأعشاب أيضا فيها مواد فعالة وقد تتعارض مع الأدوية".
وأضاف الصيدلي خالد عطايا: "رغم ذلك الطب البديل لا يلبي كل الاحتياجات، من الممكن أن يلبي بعض الاحتياجات البسيطة والمحدودة. أما الأمراض المستعصية والكبيرة فقد يكون عاملا مساعدا أو رافدا للطب التقليدي وقد يكون فعّالا جدا وعلاجا حقيقيا".
وكان العلاج بالأعشاب يستخدم على نطاق واسع في سوريا في العهد العثماني وما زال يستخدم في علاج أمراض عديدة مثل الإنفلونزا وآلام المعدة والاكتئاب.