تداولت صفحات محلية في دمشق، خلال الأيام القليلة الماضية، خبر فقدان التواصل مع عامر الحلاق المعلّق الرياضي في قناة سما المقربة من النظام السوري، بعد خروجه من نادي الوحدة الكائن في منطقة المزرعة وسط العاصمة متجهاً إلى مقر عمله، وذلك بتاريخ 27 من كانون الثاني بين الساعة الواحدة والثانية ظهراً.
مصدر خاص (فضل عدم ذكر اسمه) من قلب إذاعة "شام إف إم" المقربة من النظام السوري، وهو من معارف عامر في مجال الإعلام الرياضي، استبعد أن يكون الأمر حالة اختطاف لعامر من أجل فدية مثلاً.
وقال المصدر لموقع "تلفزيون سوريا": "من غير المعقول أن يختطف في منطقة وسط دمشق التي تتركز فيها المقارّ الحكومية والجهات الدبلوماسية إلى جانب وجود فرع الأمن السياسي والسفارة الروسية وفرع لحزب البعث وإدارة المخابرات العامة في محيط المنطقة وعلى مقربة منها؛ فالمنطقة مُراقبة أمنياً بشكل كامل، ومُدججة بالحرس كما أنه فُقد في وضح النهار".
"مخابرات النظام متورطة في الاختطاف"
من جهة أخرى، تباين المتفاعلون مع الخبر على مجموعات الفيسبوك مثل مجموعة (عَ شو عم تدور) وهي مجموعة تضم قرابة 425 ألف عضو من السوريين معظمهم في الداخل السوري ولا سيما في دمشق، بين المتمني بالسلامة له والعودة إلى أهله، وبين التعليقات المباشرة أو الضمنية أو الساخرة عن كون مخابرات النظام متورطة في الأمر، ولا سيما بعد التأكيد على عدم وجود أي خبر عنه في المستشفيات أو أقسام الشرطة.
أما الأفرع الأمنية التابعة للنظام فالسؤال فيها عن شخص مفقود هو أمر محظور وقد يورّط السائل بمشكلات أو باعتقال أيضاً لمجرد أنه تجرأ على السؤال، ويستوجب الحصول على إجابة "دون التورط" إما وجود واسطة قوية أو التقدم بطلب للقضاء العسكري من أحد أفراد عائلة المفقود.
فضح "مافيات الرياضية" قد يكون وراء اختفائه
في حين رجّح مصدر مطلع على الشأن الرياضي في سوريا، احتمالية اختطافه من إحدى "المافيات الرياضية" على حسب وصفه، ولا سيما بعد ظهور ملفات فساد بمليارات الليرات السورية في الأندية الرياضية بدمشق، وفي الاتحاد الرياضي العام التابع للنظام السوري؛ بدءاً من رئيس الاتحاد فراس معلا وليس انتهاءً برجل الأعمال الناشط في المجال الرياضي خالد الزبيدي، إضافة إلى رئيس نادي الوحدة غياث الدباس، وعضو مجلس الإدارة عمر الجيرودي وغيرهم.
وتتضارب الأنباء حول فقدان الحلاق منذ أكثر من أسبوع؛ بين سحبه للخدمة في قوات النظام السوري، أو اعتقاله من أحد الأفرع الأمنية أو اختطافه من إحدى ميليشيات الاتحاد الرياضي، وما يزال مفقود الأثر حتى الآن.
ويبدو أنّ محاولات إظهار الموالاة للنظام ومباركة جرائمه لم تعد كافية لكفّ أذى ميليشياته، فحتى الموالون للنظام والمقربون منه عُرضة للاعتقال والتهديد كما حصل مع الناشطة لمى عباس وغيرها.
الجدير بالذكر أن فقدان التواصل مع الحلاق، كان بعد مباراة المنتخب السوري الممثل للنظام ضد الهند، وقبل مباراته مع منتخب إيران.