رست سفينة الثقافة السورية لمدة ثلاثة أيام في الموانئ الشهيرة لمدينة دوارننيه في منطقة بروتاني شمال غربي فرنسا، وذلك خلال مهرجان "بصحة سوريا" ( A SURYA) الذي أقامته جمعية "ريزوم – جذور" (Rhizomes) للمرة الثانية في المدينة.
وأوضح أحد أعضاء جمعية "جذور" ماريا فيال لـ موقع تلفزيون سوريا اليوم الأربعاء أن الاحتفال امتد على الأيام الثلاثة الماضية بهدف تعريف سكان المدينة على الثقافة السورية وما تمر بها سوريا من بداية الثورة عام 2011 وحتى الآن.
وأشارت ماريا فيال إلى أن الهدف من مهرجان "بصحة سوريا" إعطاء مساحة للفنانين السوريين في منافيهم من أجل مشاركة "قصصهم ونضالهم وثقافتهم" مع سكان مدينة دوارننيه.
كما يهدف المهرجان إلى إعطاء رؤية مغايرة لسوريا وما ينشر عنها في وسائل الإعلام الغربية وفهم تفكير الإنسان السوري والتعرف إليه.
وتضمن اليوم الأول من المهرجان معارض فنية للرسامة ليانا درويش والرسام نجاح البقاعي والمصور محمود الشرع والمصور عاصم حمشو ورسامة الكاريكاتير أماني العلي المقيمة في مدينة إدلب، حيث استمرت المعارض باستقبال الزوار على مدار أيام المهرجان الثلاثة.
صالون أدبي
وفي اليوم الثاني من المهرجان أقيم صالون أدبي قرأت فيه الروائية السورية سمر يزبك مجموعات من كتابيها "المشاءة وتسع عشرة امرأة" كما شاركها ناشطتان فرنسيتان بالقراءة باللغة الفرنسية، إضافة إلى جلسة تذوق للقهوة المحضّرة على الطريقة السورية مع بعض التمر.
وقدم الفنان إياد حيمور مجموعة معزوفات موسيقية على آلتي العود والناي أبرزها الموشح الصوفي "طاب لي خلع عذاري" وموشح كلاسيكي، ومقطوعة موسيقية من نوع البشرف (بشرف فرح فزا) ومقطوعة من الرقص الزيبقلي، وبالتأكيد لا تمر جلسة موسيقية سورية دون مقطوعتي "رقصة المنديل ورقصة ستي).
عرض سينمائي
كما أقامت الجمعية عرضا سينمائيا في المدينة لفيلم "لنا ذاكرتنا" للمخرج السوري رامي فرح، إذ يروي الفيلم قصة ثلاثة ناشطين من مدينة درعا جمعهم رامي فرح في سينما بمنافيهم وعرض عليهم تسلسل أحداث الثورة السورية من خلال مقاطع مصورة توثق ما جرى في درعا.
وأعرب كثير من الحضور عن تأثرهم بفيلم "لنا ذاكرتنا" وتعاطفهم مع السوريين ونضالهم في سبيل حريتهم رغم تخاذل الجميع، وأهميته (أي الفيلم) كدليل يوثق ما عانى منه السوريون طوال العقد الماضي.
كما شارك عدد من أبناء مدينة دوارنييه في ورشة لتعلم أساسيات الرقص الصوفي مع الراقص حاتم حداوي والتي استمرت ليومين متتاليين.
رقصة المولوية
وقال حداوي لموقع تلفزيون سوريا إن الورشة تعلّم تقنية الدوران، دون التعرض لأي إعياء أو إصابة مع شرح طريقة عمل الجسد الصحيحة بعملية التنفس وعمل الدورة الدموية وصولا إلى طريقة عمل الدماغ، إضافة إلى الشرح من الناحية الروحانية لطريقة الوصول إلى ما يسمى "مرحلة السُكر" وبدء الرحلة الداخلية للإجابة على سؤال "من أنا؟"، من خلال إزاحة شخصية الفرد (الإيغو) لتحقيق الراحة والهدوء.
وأعرب الراقص الصوفي حاتم حداوي عن تفاجئه بتفاعل سكان مدينة دوارننيه مع الثقافة السورية بالعموم والرقص الصوفي بالخصوص في محاولة منهم للتعرف إلى أسباب ما يمر به الإنسان من حالات عاطفية ووجدانية مثل الحزن والتعاسة وتحمل ضغوط الحياة في ظل الواقع المادي والإيقاع السريع للحياة، منوها للتعامل الصادق والودي من قبل السكان مع السوريين على عكس بعض المدن الكبرى.
واختتمت جمعية "جذور" مهرجان "بصحة سوريا" بحفل موسيقي لعازف العود السوري حارث مهيدي وعازف الغيتار الفرنسي جيلهوم كازيل وعازف الفلوت الفرنسي أرنو بيرتولان، إضافة إلى إعداد وجبة طعام منوعة من المائدة السورية لتعريف الفرنسيين على الأطباق المحلية السورية.
ولفتت ماريا فيال إلى أن سكان البلدة تفاعلوا بشكل إيجابي مع مهرجان "بصحة سوريا" في نسخته الثانية، إذ تعرّف المئات منهم على الثقافة السورية في الماضي والحاضر المعاصر والفنون من رسمٍ وموسيقا وتذوقٍ لطعامها.
كيف أُسست جمعية "ريزوم/جذور"
وأُسست جمعية "ريزوم/جذور" عام 2012م في مدينة دوارننيه بهدف تلاقي الثقافات والتعريف بها وتعريف الآخرين بثقافة مدينتهم بشكل خاص ومنطقة بروتاني بشكل عام، حيث تعمل الجمعية على استضافة كتّاب القصص والروايات والفنانين الأجانب في المدينة وتنظيم لقاءات وصالونات أدبية معهم في مدن وبلدات بروتاني إضافة إلى ورشات عمل مع الأطفال للتعريف بثقافة البلدان الأُخرى.