احتفل عشرات آلاف السوريين الكرد في محافظة الحسكة بعيد نوروز والذي يصادف 21 آذار من كل عام، إذ يعتبر عيد نوروز بالنسبة للشعب الكردي هو يوم الحرية والخلاص من الاستبداد والظلم وولادة حياة جديدة مع بداية قدوم الربيع، ويعتبره الكرد يوم التشبث بالأرض وإثبات هويتهم القومية وثقافتهم.
وفي الليلة التي تسبق عيد نوروز يشعل الكرد النار وسط الطبيعة ويعقدون الدبكات حولها، وهو طقس قديم مرتبط بأسطورة لدى الكرد يسمى "كاوا الحداد" والذي أشعل النار فوق جبل مرتفع ليعلن لأبناء شعبه تمكنه من القضاء على الحاكم الظالم "ضحاك (أزديهاك)" وبداية يوم جديد بعد الخلاص من الظلم والطغيان.
ومنذ ساعات الصباح الباكر توجه السوريون الكرد إلى جانب مشاركة جميع أطياف الشعب السوري إلى الطبيعة للاحتفال بعيد نوروز.
وتتنوع طقوس الاحتفال بعيد نوروز بين عقد حلقات الرقص الفلكلورية والغناء وتقديم مسرحيات تلامس مواضيع اجتماعية وسياسية مرتبطة بالمجتمع المحلي وتقام حفلات الشواء والطبخ في أحضان الطبيعة.
"عيد نوروز رسالة سلام وخير "
وقال شيار موسى لموقع تلفزيون سوريا: إن عيد نوروز رسالة سلام وخير لجميع الشعب السوري وتأكيد على مطالب السوريين بالحرية والخلاص من الظلم والنظام الديكتاتوري... شارك العرب والسريان والآشوريون، الكرد احتفالاتهم وهذا الظاهرة في تزايد كل عام".
وقالت سلمى شهباز إن "عيد نوروز لا يعبر عن مظاهر الفرح والسرور فقط وإنما هو تأكيد لاستمرار نضال الشعب الكردي وجميع الشعوب المقهورة والمظلومة في سبيل إحقاق حريتها والعيش بكرامة".
وأضافت شهباز في حديثها لموقع تلفزيون سوريا: "تعرض الكرد في سوريا لمضايقات كبيرة على يد النظام السوري خلال عقود من جراء احتفالهم بعيد نوروز، وتدخلت القوات الأمنية مراراً واعتقلت المحتفلين، وصولاً إلى جريمة قتل ثلاثة شبان كرد في القامشلي عام 2008 لإشعالهم شعلة نوروز".
وعبرت الناشطة الكردية عن أسفها لما حدث في جنديرس بعفرين واعتبرت أن "جريمة مقتل أربعة مواطنين كرد في عفرين على يد مسلحين يتبعون لفصيل "جيش الشرقية"، هو تكرار لممارسات نظام البعث ولا يمثل الثورة السورية وتطلعات الشعب السوري بالحرية والكرامة".
مقتل 4 أشخاص على يد عناصر من جيش الشرقية
وأمس الإثنين، قضى 4 أشخاص برصاص شابين ينحدران من بلدة خشام في ريف دير الزور، قيل إنهما يتبعان لفصيل جيش الشرقية، بعد خلاف بين الطرفين على خلفية اعتراض الجناة على إشعال الضحايا ناراً أمام منزلهم بحجة وجود مخيم قريب، خوفاً من اشتعاله.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة، ومطالبات بالقصاص من مرتكبي الجريمة، في حين تفاعل مئات السوريين مع القضية بمنشورات وتغريدات حملت تعاطفاً مع ذوي الضحايا وتأكيدات على ضرورة محاسبة مرتكبي الجريمة مهما كانت انتماءاتهم.