احتفل المئات من السوريين الكرد في عدة مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي، ليلة أمس واليوم الثلاثاء، بمناسبة عيد النوروز الذي يصادف يوم 21 من آذار من كل عام، في ظل حالة من الحزن والألم الشديدين بسبب الجريمة التي راح ضحيتها 4 مدنيين من سكان جنديرس.
وقضى 4 مدنيين من عائلة واحدة، مساء الإثنين، برصاص شابين قيل إنهما يتبعان لفصيل "جيش الشرقية" التابع للجيش الوطني، بعد خلاف بين الطرفين على خلفية اعتراض الجناة على إشعال الضحايا ناراً احتفالاً بعيد النوروز أمام منزلهم بحجة وجود مخيم قريب، خوفاً من اشتعاله.
وأوقد الأهالي شعلة نوروز في في مدينة عفرين والبلدات والقرى المحيطة بها احتفالاً بقدوم النوروز، وخرج الأهالي إلى الطبيعة، مرتدين أزياءهم الفولكلورية، معبرين عن فرحهم بولادة يوم جديد.
نوروز.. ولادة حياة جديدة
ويعتبر عيد نوروز بالنسبة للشعب الكردي هو يوم الحرية التي ناضلوا من أجلها على مر العصور وما زالوا، وهو ولادة حياة جديدة مع بداية قدوم الربيع بألوانه الجميلة، ويعتبره الكرد يوم التشبث بالأرض وإثبات هويتهم وثقافتهم.
وبالنسبة لأصل تسميته، فمن المعروف أن يوم النوروز يعبّر عن بداية فصل الربيع، ويعتبر رأس السنة الكردية، وبداية العام الجديد، ومعنى نوروز هو (اليوم الجديد)، وتختلف كتابتها باختلاف البلدان.
كاوا الحداد أسطورة النوروز
ومن أكثر الأساطير أو القصص المتداولة حول عيد النوروز عند الشعب الكردي هي أسطورة "كاوا الحداد" الذي تشبه قصته ما جاء في "ملحمة الملوك - شاهنامه" الفارسية، حيث يروي الفردوسي قصة "كاوا الحداد" الذي قاوم وانتصر على ملك شرير يُدعي "الملك زهاك أو ضحاك".
وتقول القصة إنه "كان لدى هذا الملك أفاعٍ على كتفيه لا تتغذى سوى على أدمغة الأطفال، وسلب الطاغي أطفال كاوا الـ 15 ولم يتبقَ لديه سوى فتاة صغيرة، وأراد الحداد أن يفدي ابنته بروحه فتوجه إلى قصر الملك وحاربه وانتصر بمطرقته على سيف الظالم، وأشعل النيران على سقف القصر وحمل شعلة بيده، فعرف الأهالي أن مشعل الحرية ارتفع وأن شمس الـ 21 من آذار هي ولادة جديدة وفصل يبشر باللون الأخضر والفرح".