اتهم عدد من العاملين في المنظمات الدولية الإدارة الذاتية بتزويد النظام السوري بلوائح اسمية تتضمن أسماء الموظفين والعاملين في المنظمات المحلية والدولية بمناطق سيطرتها.
وقال مصدر إداري في منظمة دولية بمدينة الرقة لموقع تلفزيون سوريا إن "العشرات من موظفي المنظمات اعتقلوا واستدعوا للتحقيق خلال العام الماضي في أثناء سفرهم إلى العاصمة دمشق بتهمة العمل مع جهات خارجية ومنظمات غير شرعية".
وأوضح المصدر أن "النظام يملك معلومات ولوائح اسمية للموظفين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية، وخضع العشرات من الموظفين للتحقيق والاعتقال لمدة تجاوزت الشهر قبل إطلاق سراح بعضهم مقابل دفع مبالغ مالية للنظام".
وأشار المصدر إلى أن "مكتب الشؤون الإنسانية والمنظمات وعبر مكاتبه الفرعية في المدن والبلدات طالب المنظمات الدولية والمحلية مراراً بتزويدهم بأسماء كوادرهم وموظفيهم".
واتهم المصدر "الإدارة الذاتية" بتزويد النظام بلوائح اسمية لموظفي المنظمات لكون غالبية الموظفين العاملين مع المنظمات الدولية يتجنبون الإعلان عن عملهم وتفاصيل وظائفهم لأسباب أمنية عديدة.
ومطلع العام الجاري طالبت "الإدارة الذاتية" كل المنظمات المحلية والدولية العاملة في مناطق سيطرتها بتزوديها بمعلومات حول أسماء وأعداد الموظفين ومناصبهم وقيمة رواتبهم، مهددةً بمحاسبة كل من لا يلتزم بالقرار.
وحصل موقع تلفزيون سوريا حينذاك على نسخة من التعميم الذي أرسله مكتب الشؤون الإنسانية التابع للإدارة الذاتية إلى المنظمات بشكل داخلي.
التعميم طالب المنظمات بمعلومات تتضمن اسم المنظمة والمشروع الذي تعمل عليه، وعدد الموظفين مع أسمائهم ومناصبهم ومدة العقد وقيمة الراتب لكل موظف، ومنحت المنظمات مهلة إلى الـ 15 من شهر كانون الثاني الفائت.
وقالت موظفة محلية في منظمة دولية بمدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا: "منذ أربعة أعوام أعمل في منظمة وانتقلت بين مدينة القامشلي وعامودا والحسكة، ومجال عملي بعيد عن الاحتكاك المباشر مع الموظفين والعاملين المحليين، ولم أعلن عن عملي حتى لمعظم أفراد عائلتي لكوني طالبة وأتردد للعاصمة دمشق".
وأضافت: "قررت نهاية العام الفائت السفر إلى دمشق، ولكن بعد تواصلي مع بعض السماسرة للتأكد من عدم وجود أي عوائق أمنية أمام سفري، فعلمت بوجود اسمي في المطار، وأني مطلوبة لفرع الأمن السياسي بتهمة العمل مع منظمات خارجية وغير شرعية".
وأوضحت الموظفة التي اشترطت عدم الكشف عن اسمها أنها "سافرت إلى دمشق آخر مرة في العام 2019، مبينةً أن منظمتها كمعظم المنظمات زودت مكتب شؤون المنظمات منتصف عام 2020 بلوائح اسمية لموظفين المنظمة".
ولم يستبعد منسق محلي مع المنظمات الدولية والمحلية "تزويد الإدارة الذاتية للنظام بلوائح اسمية بأسماء الموظفين والعاملين في المنظمات الدولية". وأضاف "قد يكون النظام نفسه قد اخترق مكتب شؤون المنظمات في الإدارة الذاتية للحصول على هذه المعلومات".
وأوضح المنسق أن "المنظمات الدولية ومسؤوليها يتجنبون بشدة الوجود والتحرك في مناطق سيطرة النظام، لوعيهم بخطورة وجودهم من دون موافقة الأخير في الأراضي السورية". مشيراً إلى أن "معظم العاملين في المنظمات يعون هذه المخاطر والجميع يحاول عدم الإفصاح عن تفاصل الجهة التي يعمل معها، وطبيعة وظيفته، ومع ذلك هناك تسريب كبير للمعلومات، وبعض الموظفين لدى النظام من العاملين مع المنظمات تم فصلهم من وظائفهم للأسباب نفسها".
ويرى مراقبون أن "العلاقة بين قسد والنظام تشهد أحياناً توترات أمنية، إلا أن التنسيق بين الطرفين على الصعيد الأمني والاستخباري والاقتصادي عميق، يدعمه ويشرف عليه كوادر حزب العمال الكردستاني".