icon
التغطية الحية

إيكونوميست: الهواتف الغبية تعود من جديد

2024.08.08 | 17:30 دمشق

مجموعة من الهواتف النقالة الغبية - المصدر: الإنترنت
مجموعة من الهواتف النقالة الغبية - المصدر: الإنترنت
The Economist- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

من الصعب تخيل الحياة من دون هاتف ذكي في هذه الأيام، لأنك إن تركت هاتفك في البيت فستكتشف بأنك ضعت، وأصبحت بلا نقود، وانقطعت عن التواصل الاجتماعي. وبحسب مركز بيو للأبحاث فإن تسعة من أصل عشر أميركيين لديهم هاتف ذكي، ويمضي واحدهم وسطياً ما بين ثلاث ساعات إلى 45 دقيقة على هاتفه الذكي يومياً، بحسب شركة GWI للتحليلات، وقد يغدو من الصعب الابتعاد عن الهواتف الذكية الجديدة المعززة بالذكاء الصناعي.

عودة النوكيا

ولكن ثمة سوق للهواتف الفارغة من المحتوى عمداً، أي للهواتف الغبية والغريب أنها توصف بالمميزة، وتمثل 2% فقط من مبيعات الهواتف في أميركا، بيد أن الطلب عليها آخذ بالتزايد، إذ في عام 2016، اشترت شركة HMD الفنلندية حقوق إعادة إطلاق أجهزة نوكيا التي احتلت هواتفها مركز الصدارة في وقت من الأوقات. والآن، أصبحت الآلاف من الهواتف القابلة للطي تباع شهرياً في أميركا. وفي أيار من هذا العام، أعيد إطلاق جهاز نوكيا 3210، الذي كان يعتبر من الأجهزة المهمة طوال سنوات مراهقة جيل الألفية في أوروبا، إذ كان يشتمل على لعبة الثعبان التي تعد لعبة كلاسيكية على الهواتف النقالة.

ولكن لم تعد الهواتف الغبية اليوم تقليداً للهواتف التي كانت في الماضي، لأن الشركات الناشئة أصبحت تطرح أجهزة تحتوي على أدنى حد من ميزات هواتفها، وخير مثال على ذلك هاتف لايت الذي يشبه بشكله الآيبود، ويشتمل على شاشة تعتمد على حبر إلكتروني مثل كايندل، ويتيح للمستخدمين إضافة أدوات أخرى من بينها بودكاست بلاير وتطبيقات الاتجاهات.

ما السبب في عودة الهواتف الغبية؟

أسباب كثيرة، أولها القلق بشأن ما تخلفه الهواتف الذكية، وتطبيقات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص من أثر على الصحة النفسية والعقلية لجيل الشباب، ولهذا السبب أعلنت مدرسة إيتون وهي مدرسة بريطانية راقية بأنها ستمنع طلابها الذين سيصبحون رؤساء وزراء مستقبلاً من إحضار هواتفهم الذكية إلى المدرسة، وعوضاً عنها ستزودهم بهواتف نوكيا.

ولكن كثيراً من الراشدين أصبحوا يختارون الهواتف الغبية من تلقاء أنفسهم، فمثلاً، قرر خوسيه بريونيز الذي يدير منتدى مخصصاً للهواتف الغبية على موقع ريديت للتواصل الاجتماعي، أن يستعين بهاتف لايت بعد أن اكتشف بأنه يمضي ساعات طويلة أمام شاشة هاتفه. ومثله مثل بقية المبتدئين في هذا المضمار، ما يزال خوسيه يحتفظ بهاتفه الذكي لأمور مثل السفر خارج البلد، في حين يختار غيره من المدمنين التقليل من كفاءة أجهزتهم، إما عبر حذف تطبيقات أو تحميل تطبيقات تضبط توقيت الشاشة، بما أن عدد هذه التطبيقات قد زاد بشكل كبير.

غير أن التخلي عن الاتصال الفائق الذي يوفره الهاتف الذكي يمكن أن يخلق شعوراً بالتوتر في البداية، إذ تتذكر كريستينيا دينور، وهي أحد من تحولوا إلى الهاتف الغبي، كيف كانت تسأل نفسها عما بوسعها أن تفعله وهي تنتظر في طابور من دون أن يكون بحوزتها هاتف ذكي، لكنها تأقلمت على الوضع بسرعة كما أخبرتنا، إذ إن اختيار هاتف ذكي يعتبر خياراً ذكياً بالنسبة لبعض الناس.

 

المصدر: The Economist