البث المباشر
سمحت حكومة إقليم كردستان العراق، الأربعاء، بمنح تأشيرة دخول الإقليم للسوريين ممن لديهم مواعيد ومقابلات في السفارات والقنصليات الأجنبية بعد أن كانت أوقفت منحها لجميع السوريين.
وعلقت حكومة الإقليم إصدار التأشيرات لحاملي جوازات السفر السورية اعتباراً من 29 من آذار الماضي باستثناء حاملي إقامات الولايات المتحدة الأميركية، كندا، وأوروبا، حيث يمكنهم الحصول على تأشيرة سياحية لمدة 30 يوماً.
وقال "شيروان شيخو" صاحب أحد مكاتب إصدار التأشيرات في أربيل لموقع تلفزيون سوريا إن "وزارة الداخلية في إقليم كردستان أعلمت كل المكاتب والشركات السياحية والخاصة بإصدار التأشيرة أنه يمكنهم استلام طلبات الحصول على تأشيرة دخول الإقليم من السوريين الذين لديهم مقابلات في السفارات والقنصليات الأجنبية بالإقليم".
وأوضح شيخو أنه على المواطن السوري "توفير وثائق مع طلب الحصول على التأشيرة تؤكد وجود موعد في سفارة أو قنصلية أجنبية بالإقليم مثل نسخة من البريد الإلكتروني للموعد أو صورة لوثيقة رسمية تؤكد موعد المقابلة ليتم منحه استثناء وتقديم طلبه رسمياً".
ويعد قرار منح السوريين ممن لديهم مقابلات في السفارات والقنصليات الأجنبية استثناء للحصول على تأشيرة الدخول لإقليم كردستان العراق مقدمة لإصدار استثناءات تشمل فئات أوسع كالسوريين من حاملي إقامات الدول الخليجية وفق ما أكده شيخو.
وأوضح شيخو أن "قرار الاستثناء جاء بضغوط واتصالات واسعة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على حكومة الإقليم لمنح السوريين ممن لديهم مقابلات لم شمل استثناء لدخول للإقليم".
وخلال الفترة الماضية عانى السوريون صعوبات كبيرة من جراء عدم قدرتهم الدخول لإقليم كردستان لإتمام إجراءات "لم شمل" مع أفراد عوائلهم المغتربين حيث يعتمد السوريون بشكل رئيسي على تحديد موعد للمقابلات في السفارات والقنصليات الأجنبية في لبنان والأردن والعراق ومصر إلى جانب دول أخرى.
"أجلت موعد مقابلتي"
بعد سنوات من الانتظار كانت "سايا" المقيمة في دمشق والمنحدرة من مدينة المالكية تنتظر إتمام عملية لم شملها وابنتها مع زوجها المقيم في ألمانيا بإجراء مقابلة في القنصلية الألمانية في أربيل لتتفاجأ بإيقاف منح الفيزا للسوريين خلال شهر آذار الفائت.
واضطرت "سايا" إلى مراسلة القنصلية وطلب تأجيل موعد المقابلة بسبب عدم قدرتها الوصول إلى أربيل ليتم تحديد موعد جديد لها خلال شهر تموز القادم.
وتسبب القرار بعرقلة إتمام مئات العوائل السورية لإجراءات لم الشمل أو اللقاء بأفراد عوائلهم المغتربين ممن يختارون إقليم كردستان العراق للقاء بعوائلهم من جراء عدم قدرتهم الدخول للأراضي السورية كونهم مطلوبين لدى النظام وأجهزته الأمنية بحسب سايا.
وتقول سايا إن "الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها بعض دول الجوار بحق السوريين زادت من معاناتنا لا سيما وسط تشتت أفراد العائلة الواحد بين الوطن ودول الجوار وأخرى عربية وأجنبية".
وتأمل من "الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الضغط على حكومات الدول العربية والإقليمية لتسهيل معاملات وإجراءات لم شمل السوريين وتنقلهم"
كردستان توقف إصدار التأشيرة للسوريين
قال مدير ديوان وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق، هيمن ميراني، مطلع نيسان الفائت، إن "قرار عدم منح تأشيرة الدخول للسوريين سيشمل الجميع (سواء كانوا عوائل أو عزابا)، وسيستمر العمل بهذا القرار إلى أن تتم دراسة حصره على فئة معينة".
وأضاف أن "قرار رفع المنع عن بعض الفئات لم يُتخذ بعد، وأنه قيد الدراسة"، مشدداً إنه "لا يمكن للسوريين الموجودين داخل إقليم كردستان حالياً تغيير تأشيراتهم إلى إقامة، بل عليهم مغادرة البلاد قبل انتهاء فترة الفيزا".
العراق بدأها أولاً
في بداية العام الجاري، أوقف العراق فيزا العمل للسوريين وقال عضو غرفة سياحة دمشق محمد البني حينذاك إن "سوق العمل العراقية اكتفت بالعمّال السوريين ولم يعد بحاجتهم البتة".
بعد أيام، قال القائم بالأعمال في السفارة العراقية بدمشق ياسين شريف الحجيمي لصحيفة تشرين التابعة للنظام، إن توقيف تأشيرات العمل للسوريين، يعود للحد من عمليات النصب والاحتيال، مشيراً إلى المتاجرة بعقود العمل الوهمية، العملية ذاتها التي أكدت المصادر بأنها تحدث في أربيل أيضاً.
وقال الحجيمي حينئذ: "هناك شركات قد تكون بحاجة إلى عشرة عمال، وتطلب مئة عامل وتبيع التأشيرة بأسعار مرتفعة ما استدعى إعادة تنظيمها وتقدير أعداد العمال".
يشار إلى أنه حتى هذا اليوم لم يواصل العراق منح تأشيرة العمل للسوريين مجدداً، ما دفع بعضهم إلى استخراج تأشيرات إلى أربيل والهرب نحو العراق والعمل في السوق السوداء، بحسب المكاتب التي تحدثت لموقع تلفزيون سوريا.
