ترفض إسرائيل شرطين تقدمت بهما المملكة العربية السعودية إلى الإدارة الأميركية لعقد اتفاق تطبيع علاقات بين تل أبيب والرياض، لأنهما يؤثران على مكانة إسرائيل وتفوقها العسكري النوعي المكفول أميركياً بالمنطقة.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، هناك مطلبان رئيسيان "صعبان" وضعتهما الرياض على طاولة الإدارة الأميركية يجعلان من الصعب التفاوض معها على اتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي كبير، لم تذكر اسمه، اليوم الأربعاء، أن تل أبيب غير متفائلة إزاء تحقيق تقدم بمحادثات التطبيع بسبب مطالب السعوديين "الصعبة" من واشنطن.
وتشمل المطالب السعودية شرطين وهما الحصول على أسلحة متطورة تتضمن طائرات "F-35" في إطار تحالف دفاعي بين الرياض وواشنطن، والثاني الحصول على ضوء أخضر لبرنامج نووي مدني.
إسرائيل لا تريد التنازل
قال المصدر الإسرائيلي، إن شرطي السعودية يثيران مخاوف جدية بالنسبة لتل أبيب، الشرط الأول سيؤدي إلى تآكل التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في الشرق الأوسط.
أما بالنسبة للشرط الثاني، فتخشى تل أبيب من احتمال أن يصبح البرنامج النووي المدني في المستقبل أساساً لتطوير أسلحة نووية بيد السعودية، وهو الأمر الذي سينهي الاحتكار النووي لإسرائيل في المنطقة.
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد تحقيق اتفاق إسرائيلي سعودي وتقديمه على أنه إنجاز في الحملة الانتخابية العام المقبل، لكنه يواجه صعوبة في الثمن الذي تطلبه الرياض بتأسيس برنامج نووي مدني.
بحسب الصحيفة، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب خلال اجتماعه مع بايدن في جدة العام الماضي، عقد صفقات أسلحة وبرنامج نووي مقابل التطبيع مع إسرائيل.
إلى ذلك، لم يعلق البيت الأبيض على هذه التقارير التي تتحدث عن المطالب السعودية، ولكن مسؤوليه أكدوا أنهم على اطلاع على ما يجري.
تحاول الرياض ربط اتفاق التطبيع مع تل أبيب باتفاق ثلاثي مع واشنطن وألا يكون من دون مقابل، في ظل رغبة الإسرائيليين والأميركيين لانضمام السعودية إلى اتفاقيات "أبراهام".
في 15 أيلول/سبتمبر 2020، أعلن البيت الأبيض توقيع اتفاقية تطبيع، تسمى اتفاقيات "أبراهام"، بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، وكان من المتوقع انضمام السعودية حينذاك قريباً.
في غضون ذلك، تقتصر المحادثات التي تقودها واشنطن في الأسابيع الأخيرة على إجراءات "بناء الثقة" وتتمثل بالاتفاق على تسيير رحلات الحجاج المسلمين من إسرائيل إلى مطار جدة مباشرة.
ولا تتوقع إسرائيل أيضاً أن يتم الاتفاق على تسيير رحلات الحجاج هذا العام، بحسب "هآرتس".
محادثات متعثرة
التشاؤم الإسرائيلي الأميركي ليس جديداً حيال رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي في تحقيق اتفاق تطبيع مع السعودية، التي تحمل رمزية عربية وإسلامية، ليسجل انتصاراً في سجله السياسي المديد في الحكم لا سيما بعد الأزمة الداخلية التي يواجهها بشأن "التعديلات القضائية".
الأسبوع الماضي، نفى مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية التي تحدثت عن حدوث "انفراج" لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب بوساطة واشنطن، مؤكدين على أن الأمر سيستغرق "وقتاً وجهداً أكثر بكثير".
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن مسؤولين في البيت الأبيض، بأنه من الخطأ تصوير ما يدور وراء الكواليس على أنه "تقدم أو تحقيق اختراق وشيك" في العلاقات السعودية الإسرائيلية.
وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن ترى التطبيع بين تل أبيب والرياض "مصلحة أميركية مميزة"، ولكنها لن تقدم على هذا "التحرك التاريخي" من دون الحصول على تنازلات إسرائيلية.
وتطلب إدارة بايدن من تل أبيب مقابل ذلك تحريك "عملية السلام" مع الفلسطينيين المجمدة منذ عام 2014، إضافة إلى إيقاف خطة "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل والتي أحدثت أكبر أزمة سياسية منذ عقود في إسرائيل.
في المقابل، كان الجانب الإسرائيلي يأمل في تحقيق انفراج مع السعوديين خلال مدة تتراوح ما بين ستة أشهر وسنة، قبل الانتخابات الأميركية المقبلة في 2024.
المطالب السعودية
كشفت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة قائمة المطالب السعودية من الجانبين الإسرائيلي والأميركي لإحراز تقدم بمحادثات التطبيع وعلى رأسها إحياء "عملية السلام" مع الفلسطينيين.
نشرت القناة، الأسبوع الماضي ولأول مرة، مطالب الرياض وشروط الإدارة الأميركية نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها "مطلعة على ما يجري وراء الكواليس.
وأشارت إلى أن محادثات التطبيع مع الرياض أصبحت "مكثفة".
وتضمنت مطالب السعودية من إسرائيل، وفقاً للمصادر:
- إطلاق عملية سياسية مع الفلسطينيين، تنتهي بحل الدولتين.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرق في كلمة افتتح بها القمة العربية في جدة، يوم الجمعة الماضي، إلى القضية الفلسطينية وأهميتها.
وقال ولي العهد إن "القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للدول العربية وهي على رأس أولويات المملكة".
في حين، تضمنت المطالب السعودية من الولايات المتحدة:
- عقد صفقات أسلحة متطورة أوقفتها إدارة بايدن.
- تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة.
- الحصول على برنامج نووي كامل.