نفى مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، اليوم الأربعاء، التقارير التي تحدثت عن حدوث "انفراج" لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل بوساطة أميركية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن هذه التقارير "مبالغ فيها بشكل كبير" مؤكدين على أن الأمر سيستغرق "وقتاً وجهداً أكثر بكثير".
وبحسب المسؤولين الأميركيين، من الخطأ تصوير ما يدور وراء الكواليس على أنه "تقدم أو تحقيق اختراق وشيك" في العلاقات السعودية الإسرائيلية.
وتقتصر المحادثات حالياً، في أحسن الأحوال، على اتفاق حول تسيير رحلات جوية مباشرة من تل أبيب إلى جدة للحجاج العرب المسلمين في إسرائيل، بحسب "يديعوت أحرونوت".
وقال المسؤولون الأميركيون إن واشنطن ترى التطبيع بين تل أبيب والرياض "مصلحة أميركية مميزة"، ولكنها لن تقدم على هذا "التحرك التاريخي" من دون الحصول على تنازلات إسرائيلية.
من جهتها تطلب إدارة بايدن من تل أبيب مقابل ذلك تحريك "عملية السلام" مع الفلسطينيين المجمدة منذ عام 2014، إضافة إلى إيقاف خطة "التعديلات القضائية" المثيرة للجدل والتي أحدثت أكبر أزمة سياسية منذ عقود في إسرائيل.
في المقابل، كان الجانب الإسرائيلي يأمل في تحقيق انفراج مع السعوديين خلال مدة تتراوح ما بين ستة أشهر وسنة، قبل الانتخابات الأميركية المقبلة في 2024.
رحلات مباشرة للحجاج المسلمين
قالت الصحيفة إن ما يجري الآن هو محاولات للتوصل إلى اتفاقيات بشأن رحلات الحجاج مباشرة من إسرائيل.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق رحلات الحجاج في نهاية العام المقبل، نظراً لتوفر بعض الاستعدادات اللوجستية لتسيير رحلات مثل هذه.
تل أبيب تنفي الاتصال بين نتنياهو وبن سلمان
في وقت سابق اليوم، نفى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، التقارير التي تحدثت عن إجراء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتصالاً هاتفياً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال هنغبي، خلال مشاركته في مؤتمر "هرتسليا" الأمني، لم تكن هناك محادثة بين رئيس الوزراء وولي العهد السعودي في الأشهر الأخيرة.
وأضاف، لا أستطيع أن أقدر متى سيكون هناك اتفاق مع الرياض، ولكن رؤية اتفاقيات "إبراهام" ما كانت ستولد لولا السعودية.
الشهر الماضي، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تباطؤ جهود التطبيع بين إسرائيل والسعودية، بسبب التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة والاقتحامات المتكررة للأقصى.
ويأتي التشاؤم الأميركي بعد أيام من إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان تصميم واشنطن على إحراز تقدم في ملف إقامة علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب.
وقال سوليفان، في مؤتمر "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة تواصل العمل بتصميم لتحقيق اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وأضاف، أن هدفنا الأسمى والمعلن هو تحقيق التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين الحليفين، معتبراً ذلك من مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.
المطالب السعودية
كشفت "القناة 12 " الإسرائيلية الخاصة، قائمة المطالب السعودية من الجانب الإسرائيلي والأميركي لإحراز تقدم بمحادثات التطبيع بين البلدين وعلى رأسها إحياء "عملية السلام".
نشرت القناة، مساء أمس الثلاثاء، لأول مرة المطالب السعودية وشروط الإدارة الأميركية نقلاً عن مصادر وصفتها بأنها "مطلعة على ما يجري وراء الكواليس.
وأشارت إلى أن محادثات التطبيع مع السعودية أصبحت "مكثفة".
وتضمنت مطالب الرياض من إسرائيل، وفقاً للمصادر:
- إطلاق عملية سياسية مع الفلسطينيين، تنتهي بحل الدولتين.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرق في كلمة افتتح بها القمة العربية بجدة، يوم الجمعة الماضي، إلى القضية الفلسطينية وأهميتها".
وقال ولي العهد إن " القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للدول العربية وهي على رأس أولويات المملكة".
في المقابل تحصل تل أبيب على دعم أميركي لمواجهة التهديد الإيراني.
في هذا السياق، هناك تقارير (أميركية وإسرائيلية) تفيد بأن إيران تبني منشأة ثانوية ستكون محصنة ضد الهجمات من أي نوع، سيسمح الاتفاق مع المملكة العربية السعودية لإسرائيل بتلقي "دعم" أميركي واسع لاتخاذ إجراء محتمل ضد إيران.
كما تتضمن المطالب السعودية من الولايات المتحدة:
- تسوية صفقات السلاح التي أوقفتها إدارة بايدن.
- تحالف دفاعي مع الولايات المتحدة.
- الحصول على برنامج نووي كامل.
في حين لم يعلق البيت الأبيض على هذه التقارير التي تتحدث عن المطالب السعودية، ولكنها أكدت أنها على اطلاع على ما يجري.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن بلاده على علم بالتقارير، لكنه رفض التعليق بشكل محدد.
وأضاف، بشكل عام نحن ندعم اندماج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك التطبيع مع السعودية.