أعلنت إسرائيل، اليوم الأربعاء، أن الحرب في قطاع غزة ستستمر حتى مطلع العام المقبل 2025.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي، إن الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 8 أشهر "ستستمر حتى مطلع عام 2025 على الأقل".
وأضاف في تصريحات لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية (قناة كان 11)، أن "الحرب ستكون طويلة هذا العام أيضا، ومن المتوقع أن يكون هناك 7 أشهر أخرى من القتال، أي حتى مطلع العام المقبل".
وزعم المسؤول الإسرائيلي أن "الجيش بات يسيطر على 75 بالمئة من محور فيلادلفيا" على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وذلك رغم أوامر محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري للهجوم الذي بدأته تل أبيب ضد مدينة رفح مطلع مايو/ أيار الجاري.
وتهدف إسرائيل، بحسب هانغبي، إلى "السيطرة على محور فيلادلفيا بشكل كامل".
يذكر أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية عسكرية في رفح المتاخمة للحدود مع مصر جنوبي قطاع غزة، وفي اليوم التالي سيطرة على معبرها من الجانب الفلسطيني على الرغم من الرفض الدولي وتحذيرات المنظمات الأممية من وقوع "كارثة إنسانية".
تعد رفح الملاذ الأخير لسكان قطاع غزة بعد أن هجرهم الجيش الإسرائيلي من الشمال ووسط القطاع إليها، ويسكن فيها أكثر من نصف سكان القطاع وتشير التقديرات إلى أن العدد يقترب من 1.5 مليون نازح.
في أعقاب اجتياح رفح نزح مليون منهم إلى مناطق غربي المدينة ومنطقة المواصي الساحلية بسبب الأعمال العسكرية ورفض تل أبيب قرار محكمة العدل الدولية إيقاف الهجوم على رفح فوراً.
أمس الثلاثاء، وسع الجيش الإسرائيلي من توغله في المحافظة الجنوبية المكتظة بالسكان وأرسل لواء جديداً انضم إلى 5 ألوية أخرى تقاتل في المنطقة.
ووفقاً لوكالة "الأناضول"، فإن القوات الإسرائيلية المتوغلة تقدمت في محور فلادليفا وباتت على بعد 3 كليومترات من شاطئ البحر، ويقترب من عزل القطاع جغرافيا عن الأراضي المصرية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تصل فيه إسرائيل إلى محور فلادليفا منذ انسحابها من قطاع غزة منتصف آب/أغسطس 2005 وتسليمه للسلطة الفلسطينية آنذاك بموجب اتفاق المعابر الموقعة بين الجانبين.
ما هو محور فلادليفا؟
يسمى محور فيلادلفيا أيضا "محور صلاح الدين" ويقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر، وهو ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979.
يمتد طوله 14.5 كيلومترا من البحر المتوسط حتى معبر "كرم أبو سالم"، ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار.
ووفقا لاتفاقية "كامب ديفيد" فإن المنطقة الحدودية (محور فيلادلفيا) تقع ضمن الأراضي الفلسطينية وأطلق عليها تصنيف "دال"، وتخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية التي حددت بحسب الاتفاقية بكتائب مشاة، تصل إلى 180 مركبة مدرعة من الأنواع كافة، وطاقم مكون من 4 آلاف عنصر، إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية.
ومنعت الاتفاقية وجود أي قوات مسلحة على الأراضي المصرية المتاخمة للحدود الفلسطينية التي أطلق عليها تصنيف "جيم"، وسمحت فقط لشرطة مدنية مصرية بأداء مهامها الاعتيادية بأسلحة خفيفة.