icon
التغطية الحية

إسرائيل تدعو لتفعيل بروتوكول "هانيبال".. ما هو وما علاقة طوفان الأقصى؟

2023.10.10 | 00:03 دمشق

سجن القسّام
مقاتلون من "كتائب عز الدين القسّام" (أرشيف - إنترنت)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

عاد الجدل في صفوف الجيش الإسرائيلي حول برتوكول "هانيبال"، خلال اليومين الفائتين، بعد وقوع عشرات الضبّاط والجنود الإسرائيليين أسرى في يد فصائل المقاومة الفلسطينية.

وبحسب تقارير إعلامية، فإنّ العديد من الأصوات في جيش الاحتلال الإسرائيلي دعت إلى إعادة تفعيل بروتوكول "هانيبال"، بهدف وقف عمليات الأسر.

وجاءت هذه الدعوات بعد سقوط عددٍ غير مسبوق من الأسرى الإسرائيليين في يد كتائب "عز الدين القسّام" (الجناح العسكري لـ حركة حماس)، وذلك خلال عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها، فجر الجمعة الفائت (6 من تشرين الأوّل 2023).

ما هو بروتوكول "هانيبال"؟

يُعطي بروتوكول  "هانيبال" صلاحيات مثيرة للجدل، تهدف إلى منع وقوع الجنود الإسرائيليين في الأسر، وهو ما دفع مسؤولين سابقين في جيش الاحتلال إلى اللجوء إليه، من أجل السيطرة على عمليات الأسر والخطف التي نفّذتها فصائل المقاومة الإسلامية، مؤخّراً.

ويُتيح برتوكول "هانيبال" (حنبعل باللغة العبرية) المُعلّق، منذ 2016، للقادة العسكريين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فتح النار والنيران الثقيلة على المواقع التي يُحتجز فيها جنود إسرائيليون، لتلافي تقديم ثمن باهظ من أجل استردادهم.

وتعرّض البرتوكول أيضاً للكثير من الانتقادات آخرها، في آذار 2018، عندما أصدر "مجلس مدققي الحسابات الحكومية" الإسرائيلي، تقريراً ينتقد فيه هذا "التوجيه العسكري"، وأنّه غير واضح بشأن "قيمة حياة الجندي المأسور".

وجرى وضع برتوكول "هانيبال"، منذ إبرام صفقة الأسرى الأولى بين إسرائيل و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل، عام 1985، بخلاف ما أشارت إليه بعض التقارير إلى أنّ البرتوكول أُدخل إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، عام 2001.

وفي عام 1986، جرت صياغة البرتوكول رسمياً، من قِبل لجنة كان فيها كل من الجنرال المتقاعد أوري أور، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي أشكناي، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش عمرام ليفين، ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً الجنرال احتياط يعقوف عامي درور، وجرى تعميمه على الجنود خلال الحرب، وإن كان بشكل أوامر شفهية وغير مكتوبة.

وجيش الاحتلال الإسرائيلي هو الوحيد في العالم الذي يستخدم هذا البرتوكول، رغم الانتقادات الداخلية المتكرّرة من الجنود والضباط، كون البرتوكول لا يوفّر الحماية للقوات العاملة ميدانياً، إنّما يفضّل إعدامهم على أسرهم والتفاوض من أجل الإفراج عنهم.

"نسخة شديدة السرية"

وبحسب تقرير نشره موقع "العربي الجديد"، فإنّه كانت هناك نسختان مختلفتان من برتوكول "هانبيال"، نسخة مكتوبة شديدة السرية، لا يمكن الوصول إليها إلا للمستوى الأعلى من الجيش الإسرائيلي، ونسخة "قانون شفهي" واحدة لقادة الفرق والمستويات الأدنى.

وفي الإصدارات الأخيرة، غالباً ما يجرى تفسير عبارة "بكل الوسائل" بشكل حرفي كما هو الحال في "مقتل جندي من جيش الدفاع الإسرائيلي أفضل من أن يُختطف"، بينما في العام 2011، صرّح رئيس أركان جيش الاحتلال حينها، بني غانتس، بأنّ "التوجيه العسكري لا يسمح بقتل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي"، وفق صحيفة "هآرتس".

برتوكول "هانيبال" ومجزرة رفح

في عام 2014، نفّذت "كتائب القسّام" عملية عسكرية خلف خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي، إبّان معركة "العصف المأكول"، وتمكّنت من أسر الجندي (هدار غولدن)، ما دفع جيش الاحتلال إلى تنفيذ برتوكول "هانيبال" والقضاء على "غولدن" وخاطفيه، عبر تنفيذه 40 غارة جوية وإطلاق 1000 قذيفة مدفعية.

وبذلك، ارتكب جيش الاحتلال مجزرةً شنيعة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة، راح ضحيتها أكثر من 140 فلسطينياً بينهم نحو 75 طفلًا، وأصيب أكثر من 1000 آخرين مع تدمير العديد من المنازل، مدّعياً بأنّ ذلك كان جزءاً من البروتوكول الخاص بمنع عمليات الاختطاف وإفشالها، وتمكّن حينها من تغيير وجهة النقاش الدولي عن المذبحة البشعة في رفح، إلى مسألة تنفيذ أوامر عسكرية.

ومن بين 11 إسرائيلياً طُبق عليهم بروتوكول "هانيبال" في سبعة بلاغات، لم ينج سوى جندي واحد وهو (جلعاد شاليط)، نظراً لأنّ إعلان تطبيق البرتوكول جاء متأخراً، وقد جرت صفقة تبادل عرفت بـ"صفقة شاليط"، عام 2011، وتعدّ أوّل صفقة في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمت عملية الأسر ومكان الاحتجاز والتفاوض فيها داخل أرض فلسطين.

عملية "طوفان الأقصى"

وفجر السبت الفائت، أعلنت "كتائب القسّام" في قطاع غزة المُحاصر، بدء عملية عسكرية تحت اسم "طوفان الأقصى"، استهدفت خلالها بآلاف الصواريخ مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للجيش الإسرائيلي، تزامناً مع تسلّل برّي وجوي في غلاف القطاع.

وخلال العملية التي ما تزال مستمرة، تمكّنت فصائل المقاومة الإسلامية في غزة، من قتل وإصابة آلاف الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، كما أسرت عشرات الجنود، لا يُعرف عددهم على وجه الدقّة حتى الآن.