icon
التغطية الحية

إسرائيل تخرج مطاري دمشق وحلب عن الخدمة للمرة الثالثة في 10 أيام.. كيف رد النظام؟

2023.10.22 | 15:34 دمشق

رئيس الوزراء في حكومة النظام حسين عرنوس يقف أمام حفرة خلفها القصف الإسرائيلي على مدرج مطار دمشق في 12 تشرين الأول (سانا)
رئيس الوزراء في حكومة النظام يقف أمام حفرة خلفها القصف الإسرائيلي على مدرج مطار دمشق في 12 تشرين الأول (سانا)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

عشرة أيام على الغارة إسرائيلية المزدوجة الأولى من نوعها على مطاري دمشق وحلب الدوليين، وأسبوع على غارة منفصلة على مطار حلب، ليشهد المطاران فجر اليوم غارات إسرائيلية جديدة تسببت هذه المرة بسقوط قتلى وجرحى وتوقف الرحلات القادمة والمغادرة بشكل كامل.

وفي الهجوم المزدوج الجديد، تعرّض مطارا دمشق الدولي وحلب فجر الأحد لغارات إسرائيلية، أجبرت النظام السوري مرة أخرى على تحويل جميع الرحلات إلى مطار اللاذقية الدولي.

وقالت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري إن مطاري دمشق وحلب تعرضا نحو الساعة الخامسة والنصف فجر الأحد لرشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط غرب اللاذقية ومن اتجاه الجولان السوري المحتل.

وأكدت الوزارة خروج المطارين مجددا من الخدمة إثر أضرار مادية لحقت بهما من جراء الغارات وذلك بعد أقل من أسبوع على إعلان انتهاء الإصلاحات وعودتهما العمل.

ولم يمض على عودة مطار حلب الدولي إلى الخدمة أكثر من 6 أيام، بعد غارتين متتاليتين إسرائيليتين أخرجتا المطار من الخدمة آخرها مساء السبت 14 تشرين الأول الجاري عندما استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المطار برشقات صاروخية من اتجاه المتوسط غرب اللاذقية.

والاستهداف الأول حصل يوم الخميس 12 تشرين الأول عندما نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن غارات جوية برشقات من الصواريخ استهدفت مطاري حلب ودمشق الدوليين ما أدى إلى تضرر مهابط المطارين وخروجهما من الخدمة.

واستهداف "12 تشرين الأول" هو الأول من نوعه، فالمطاران تعرضا خلال السنوات الماضية لعشرات الغارات لكنها المرة الأولى التي تعمد إسرائيل إلى إخراجهما من الخدمة في الوقت ذاته.

حفر في مدرجات مطار دمشق ومطار حلب جراء الغارات الإسرائيلية في 12 تشرين الأول

كيف ردت "وزارة الدفاع"؟

ورداً على الغارات الإسرائيلية، أصدرت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري بياناً قالت فيه إن الاعتداءات على المطارين تأتي تأكيداً على "النهج الإجرامي لكيان الاحتلال الإسرائيلي والذي يتجسد اليوم بوضوح في الجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني" مضيفة أن إسرائيل بقصفها المطارات تثبت أنها "الداعم الأكبر للتنظيمات الإرهابية في المنطقة وسوريا بخاصة". وكان هذا البيان رداً على هجوم 15 تشرين الأول وإخراج مطار حلب للمرة الثانية.

أما في الهجوم الأول (المزدوج) فقالت "وزارة الدفاع" إن الهجوم هو "محاولة يائسة من العدو الإسرائيلي المجرم لتحويل الأنظار عن جرائمه التي يرتكبها في غزة"، وإن الهجوم يأتي في سياق "دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة التي يحاربها الجيش السوري في شمال البلاد".

وأكدت أن رد النظام السوري على الغارات الإسرائيلية سيكون باستهداف تلك "الجماعات" وضربها. لينعكس البيان بغارات مكثفة شنتها قوات النظام السوري بمساندة من الطيران الروسي على الأحياء السكنية والبنية التحتية في مناطق الشمال السوري، واستمر القصف عدة أيام وأوقع مئات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح.

وبعد استهداف المطارين الأخير (22 تشرين الأول)، نفذت قوات النظام السوري قصفاً بالمدفعية الثقيلة طال بلدات كنصفرة والرويحة ومعربليت وبينين بريف إدلب الجنوبي والقرقور.

وتسبب قصف النظام على قرية القرقور في ريف حماة الغربي، بمقتل خمسة أطفال من عائلة واحدة، وإصابة مدنيين آخرين، من جرّاء قصف نفذته قوات النظام السوري.

رد خارجية النظام السوري

من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري بياناً بعد الغارات الأولى على المطارين (12 تشرين الأول) قالت فيه إنها خاطبت كلاً من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، بشأن الهجوم الإسرائيلي، على مطاري دمشق وحلب وما تسبب به من توقف الخدمات.

وجاء بيان الخارجية متسقاً مع بيان الدفاع بالفحوى وجاء فيه أن (الهجوم على المطارين) يأتي في إطار "استمرار سلطات الاحتلال وداعميها في سياساتهم المبنية على العدوان والاحتلال، ويندرج في سياق محاولاتهم تصدير أزماتهم وحرف الأنظار عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتأجيج الأوضاع في المنطقة".

كما طالبت الخارجية في بيانها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بـ"الكف عن انحيازها الأعمى"، و"تمكين الأمم المتحدة من وضع قراراتها موضع التطبيق بما يضمن إنهاء الاحتلال، ووقف جرائمه بحق أهالي الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري".

وحول الهجوم الأخير، لم تصدر خارجية النظام أي بيان حتى الساعة، رغم مرور نحو 7 ساعات على الغارات تخللها منشور واحد للوزارة على فيس بوك يتحدث عن تسلم وزير الخارجية في حكومة النظام فيصل المقداد نسخة من أوراق اعتماد الدكتور إرشاد أحمد سفيراً مفوضاً فوق العادة لجمهورية الهند لدى "سوريا".

رسائل الغارات 

تزامنت الغارات الأولى على مطاري دمشق وحلب مع وصول طائرة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان للمجال الجوي السوري استعداداً للهبوط في مطار دمشق الدولي في مستهل زيارة لدول المنطقة كان يفترض أن تبدأ من العاصمة دمشق.

وعند تعرض المطار للقصف وتعذر هبوط الطائرات على مدرجيه، اضطرت طائرة عبداللهيان إلى تغيير مسارها، والتوجه نحو العاصمة العراقية بغداد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، حسن كعبية، إن الضربات الجوية الإسرائيلية عند زيارة وزير الخارجية الإيراني، كان هدفها "توجيه رسالة إلى إيران بألا تتدخل في حرب غزة".

وفي تصريحات نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية، أكد كعبية أن الضربات التي أخرجت المطارين عن الخدمة "لم يكن القصد منها أن تصيب الوزير، وإنما تحذير للنظام السوري، الذي يشكل ممراً لاستقبال صواريخ إيران إلى حزب الله"، مشدداً على أن الضربات هي "رسالة تحذير لإيران ولكل المنظمات الإرهابية بأن عليهم ألا يتدخلوا في الحرب".

وكان رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، رام بن باراك، تحدث في وقت سابق أن الهجوم على مطار حلب، هو رسالة واضحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بأن "مصالحه ومصالح بلاده وقدرة النقل الدولي في سوريا ستضرر إذا اختار خدمة الإرهاب".

وجاءت الغارات رغم تلقي النظام السوري تحذيرات من التدخل في الحرب الدائرة في قطاع غزة وفقاً لما كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي بأن الإمارات العربية المتحدة نقلت رسائل للنظام تحذر من الانخراط في المواجهات.

وقال الموقع إن مسؤولين إماراتيين وجهوا رسائلهم التحذيرية إلى مسؤولين رفيعي المستوى في النظام السوري، وأطلعوا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على هذه الرسائل.

وخلال السنوات الماضية استهدف الجيش الإسرائيلي المطارات في سوريا بالعديد من الغارات، ففي العام الماضي تعرض مطار دمشق وحده إلى 7 غارات. وغارتين على مطار حلب الدولي.

ومنذ مطلع عام 2023، كثّفت إسرائيل غاراتها على مواقع النظام والمطارات التابعة له وكان آخرها الغارات الثلاث التي استهدفت مطاري دمشق وحلب بثلاث غارات في 12 و15 و22 من شهر تشرين الأول الجاري.