قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، إن "الخلاف مع لبنان بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي البحرية مسألة مدنية"، مشيراً إلى أنها "ستُحل دبلوماسياً بوساطة أميركية".
وفي تصريحات أمام كتلته البرلمانية، أكد غانتس أن "كل ما يتعلق بالنزاع سيتم حله في إطار المفاوضات بيننا وبين لبنان بوساطة الولايات المتحدة"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
وسبق تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بيان صادر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني، نجيب ميقاتي، أعلن فيه عن دعوة الوسيط الأميركي آموس هوكستين، للمجيء الى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن، منعاً لحصول أي تصعيد".
كما قررت الحكومة اللبنانية "إجراء سلسلة اتصالات دبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان، واعتبار أن أي اعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل استفزازاً وعملاً عدوانياً".
النزاع البحري بين لبنان وإسرائيل
وأول أمس الأحد، أكدت وسائل إعلام لبنانية أن وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه "ENERGEAN POWER" الإسرائيلية تجاوزت "الخط 29" المتنازع عليه بين إسرائيل ولبنان، وأصبحت على بعد 5 كم من الخط 23.
من جانبها، أفادت هيئة البث العبرية "كان" بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة ضرب "حزب الله" منصة التنقيب عن الغاز "كاريش"، التي وصلت للبحث والتنقيب عن الغاز في المنطقة البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
وتبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل 860 كيلومتراً مربعاً، بحسب الخرائط المودعة من جانب لبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، وتعد هذه المنطقة غنية بالنفط والغاز.
وانطلقت في تشرين الأول من العام 2020 مفاوضات غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، وعُقدت 5 جولات من التفاوض آخرها كان في أيار من العام 2021.
إسرائيل أنهت الحفر وستبدأ بالاستخراج
ونقلت وكلة الصحافة الفرنسية عن الخبيرة في شؤون النفط والغاز في لبنان والمنطقة، لوري هايتيان، قولها إنه "اذا كان المسؤولون اللبنانيون يعتقدون أن دعوة هوكستين الى بيروت ستوقف العمل في كاريش فهذه ليست إلا مضيعة للوقت".
وشددت الخبيرة الفرنسية على أن "ما يوقف العمل في كاريش ويحرّك طاولة المفاوضات هو صدور موقف رسمي لبناني عبر توقيع رئيس الجمهورية مرسوماً يقضي بتعديل الحدود البحرية بما يضمن المساحة الإضافية التي يطالب بها لبنان".
وفي إسرائيل، أكدت وزارة الطاقة الإسرائيلية على أنه تمّ الانتهاء من الحفر الفعلي قبل أشهر عدة وأن عملية الاستخراج ستكون التالية، معتبرة أن وصول السفينة هو خطوة في هذا الاتجاه.
ونقلت الوكالة عن مسؤول إسرائيلي، دون أن تسمه، قوله إن "كاريش هو خزان للغاز الطبيعي داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لإسرائيل المعترف بها من الأمم المتحدة".
وأكد المسؤول الإسرائيلي على أن التصريحات اللبنانية "الزاعمة بشكل مفاجئ أن هذه منطقة متنازع عليها، يمكن دحضها من الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أنها "تتعارض مع موقف لبنان في الماضي، عندما اعترف بنفسه بهذه المنطقة على أنها مياه إسرائيلية".