البث المباشر
ارتبط المشهد الزراعي في مدينة دركوش الحدودية غربي إدلب، بـ"ثمرة الجارنك"، التي يعتمد غالبية مزارعي المدينة في معيشتهم على زراعتها وإنتاجها الموسمي، يساهم في ذلك موقع بساتين المدينة الواقعة على نهر العاصي، إلا أنّ السنوات القليلة الماضية وهذا العام تحديداً كان وبالاً على المزارعين، في ظل غياب أسواق التصريف، السمة الرئيسية التي يعاني منها منتوج منطقة إدلب نتيجة إغلاق المعابر.
ويقدّر مزارعون تحدّث إليهم موقع تلفزيون سوريا، خلال إعداد التقرير نسبة تراجع المردود المالي على المزارع (الأرباح) بنحو 90 في المئة، وهي نسب خسائر أرهقت المزارعين، في وقتٍ يتطلعون فيه لزيادة دعمهم ورعايتهم، من المؤسسات الداعمة والقائمة على إدارة المنطقة.
أسواق التصريف.. لبنان والخليج
يعتبر لبنان ودول الخليج مصرفاً رئيسياً لثمرة الجارنك الدركوشي، بحسب "ياسر دبل" مزارع من المدينة وتأثر كما بقية المزارعين في تراجع مواسم "الجارنك".
يقول إنّ إغلاق المعابر الواصلة من وإلى إدلب، أغلق مصارف الثمرة إلى باقي الدول وبالتالي فقد موسم الجارنك أسواق التصريف وهذا العنوان الأبرز لمعاناة المزارع مع الموسم.
ويوضح لموقع تلفزيون سوريا أنّ سوق التصريف الوحيد لهذا الموسم الاستراتيجي لأهالي مدينة دركوش هو أسواق "المناطق المحررة" التي تشمل منطقة إدلب وريف حلب، إلا أنّه يؤكد في الوقت ذاته على رضاه عن الحال الذي وصل إليه، مقابل عدم السماح بافتتاح معابر مع النظام.
وأشار إلى أنّ الوجهة الوحيدة التي من الممكن أن تحل مشكلة التصريف هي تركيا، لكنها تمنع تصدير المنتوجات في إدلب إليها ومنها "الجارنك".
الجارنك
الأحدث
ارتفاع التكاليف
يشتكي محدثنا "دبل" من ارتفاع تكاليف الزراعة بدءاً من مادة "الديزل" والأدوية والأسمدة المستخدمة للشجرة، وصولاً إلى العبوات الكرتونية التي تستخدم في تعبئة الثمرة، بشكل ملحوظ هذا العام، إضافةً إلى ارتفاع أجور العمال والنسب التي يضعها تجار سوق الهال.
وتأتي أيضاً الطاقة الشمسية بديلة عن مولدات الديزل ذات المصروف المرتفع بسبب ارتفاع أسعار المحروقات المستمر في إدلب، إلا أن تكاليف تركيبها مرتفعة وثقيلة على المزارع وفقاً لـ"دبل" تصل إلى 1500 دولار وهو مبلغ لا يتلاءم مع حال المزارع في ظل تراجع الموسم خلال السنوات القليلة الماضية.
وتكمن الحاجة إلى طاقة مشغّلة سواء عبر مولدات الديزل أو الطاقة الشمسية بهدف استجرار المياه من نهر العاصي إلى بساتين المزارعين لسقاية أشجار الجارنك.
ويستهلك الدونم الواحد من مادة الديزل نحو 15 لتراً شهرياً، علاوةً عن تكاليف الأعطال، بحسب "دبل".
خسائر بالجملة
قصي قريش مزارع من المدينة، يقول إن منتوج بستان استأجره لم يغطِ تكاليف قطافه وأجور العمال والتكاليف الأخرى، كما أنّ كلفة استئجاره التي وصلت لـ 1200 ليرة تركية كانت خسارة أيضاً.
ويضيف: "كرتونة الجارنك تعود بليرتين تركيتين ونصف فقط، وهذه خسارة كبيرة، باحتساب تكاليف الضمان والعمال والنقل.. بعض المزارعين قرروا ترك الثمار بالشجر، لأن التكاليف أعلى من المردود".
ويوضح "قريش" أنّ مسألة التصريف كما محدثنا "دبل" هي معضلة رئيسية في إنتاج الجارنك، إضافةً إلى استغلال المزارعين من قبل التجار من خلال وضع أسعار منخفضة جداً.
يشير "قريش" إلى ضرورة تحمّل حكومة الإنقاذ على اعتبارها السلطة التي تدير المنطقة مسؤوليتها، وسعيها للتواصل مع الجانب التركي في سبيل تأمين طريق لتصريف منتوجات المنطقة عبر تركيا لأنها المنفذ الوحيد.
وتبلغ مساحة الأراضي المشجّرة المروية قرابة 10 آلاف هكتار، في حين المساحة البعلية تقدر بـ 101000 هكتار، في منطقة إدلب والأرياف المحيطة فيها، بحسب أرقام أدلت بها وزارة الزراعة والري في "الإنقاذ" لموقع تلفزيون سوريا.
