ملخص:
- وفاة هشام سعيد عامر من أبناء السويداء في سجن صيدنايا إثر إصابته بالسل وتدهور حالته الصحية.
- عائلته تلقت نبأ وفاته بعد تدهور صحته في السجن من دون صدور حكم قضائي بحقه منذ اعتقاله في 2022.
- هذه الحالة الثالثة منذ بداية العام لمعتقلين من السويداء يموتون في سجن صيدنايا بسبب مرض السل.
- المعتقلات السورية تشهد انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان، مع ظروف صحية قاسية وإهمال طبي.
- التعذيب الجسدي والنفسي وسوء التغذية والعزلة التامة عن العالم الخارجي تُستخدم كأدوات قمع في سجون النظام.
فارق معتقل من أبناء محافظة السويداء الحياة في سجن صيدنايا العسكري التابع للنظام السوري، بسبب إصابته بمرض السل وتدهور حالته الصحية.
وبحسب مصادر محلية، تلقت عائلة المعتقل هشام سعيد عامر، المنحدر من قرية الهيّات في ريف السويداء الشمالي، يوم أمس الإثنين نبأ وفاته في مشفى تشرين العسكري، بعد تدهور وضعه الصحي في السجن.
وأوقفت قوات النظام عامر البالغ من العمر 45 عاماً في عام 2022 بتهمة جنائية، ونقلته إلى سجن صيدنايا من دون صدور أي حكم قضائي بحقه طوال فترة اعتقاله، وفقاً لما ذكرته شبكة "السويداء 24".
وقبل نحو شهرين، علمت أسرته بإصابته بمرض السل، وتلقت لاحقاً اتصالاً يطالبها بمراجعة مشفى تشرين العسكري لاستلام جثته.
وبحسب الشبكة، هذه هي الحالة الثالثة منذ بداية العام الجاري، لمعتقلين من أبناء السويداء يفارقون الحياة في سجن صيدنايا بسبب إصابتهم بمرض السل.
ومطلع الشهر الجاري، قتل الشاب راندي ناصر ملاك، المنحدر من بلدة قصما شرقي السويداء، في سجن صيدنايا العسكري بعد ثلاث سنوات من اعتقاله بتهمة جنائية.
المعتقلات في سوريا
تُعد معتقلات النظام السوري واحدة من أخطر وأقسى السجون في العالم، حيث تتفاقم فيها انتهاكات حقوق الإنسان بشكل ممنهج، ويتعرض المعتقلون لظروف اعتقال قاسية من ذلك سوء المعاملة الجسدية والنفسية والتعذيب المتواصل.
وهذه الممارسات ليست تجاوزات فردية بل جزء من سياسة متعمدة لإرهاب المعارضين وإخضاعهم، كما يظهر في آلاف الشهادات والتقارير الحقوقية.
ويواجه المعتقلون في سجون النظام ظروفاً صحية سيئة للغاية، حيث لا يتلقون الرعاية الطبية الضرورية، وينتشر في المعتقلات العديد من الأمراض مثل السل والالتهابات الجلدية نتيجة لتكدس السجناء في زنازين ضيقة وعدم توفر المياه النظيفة أو أدوات النظافة الأساسية.
ويؤدي هذا الإهمال الطبي المتعمد إلى وفيات متكررة بين المعتقلين بسبب أمراض كان يمكن تفاديها بالعلاج البسيط.
ولا يقل التعذيب النفسي في هذه المعتقلات خطورة عن الجسدي، حيث يتعرض المعتقلون للإهانة المستمرة والإذلال والتحقير، ويجبرون على سماع أصوات تعذيب زملائهم، ويُمنعون من التواصل مع ذويهم لفترات طويلة.
كما يعتبر التعذيب الجسدي وسيلة شائعة في معتقلات النظام السوري، حيث يُستخدم الضرب المبرح، والصعق بالكهرباء، وقلع الأظافر، بالإضافة إلى الأساليب المتقدمة من التعذيب مثل "الشبح"، الذي يترك أثراً نفسياً وجسدياً لا يمحى.
إلى جانب ذلك، يعاني المعتقلون من نقص الطعام وسوء التغذية، إذ غالباً ما تكون الوجبات المقدمة غير كافية أو فاسدة، مما يفاقم من حالتهم الصحية.
ويعيش المعتقلون السوريون حالة من العزلة التامة عن العالم الخارجي، حيث يُمنعون من أي اتصال خارجي لفترات قد تمتد لسنوات، مما يؤدي إلى انهيار الروابط الأسرية والاجتماعية، وتؤكد هذه الممارسات أن النظام السوري يستخدم المعتقلات كأداة قمع وسيطرة، وليس لتحقيق العدالة.