أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أوّل اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، منذ عودة العلاقات بين البلدين، بحثا فيه التصعيد في قطاع غزة المُحاصر، وتطورات "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإنّ "رئيسي" بحث مع "ابن سلمان"، في أوّل مكالمة هاتفية بينهما، أمس الأربعاء، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وذكرت الوكالة أنّ "المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية، لوقف أعمال التصعيد الجاري في فلسطين (قطاع غزة)".
October 11, 2023
وأضافت أنّ "ابن سلمان شدّد على رفض المملكة لاستهداف المدنيين بأي شكل وإزهاق أرواح الأبرياء، وعلى ضرورة مراعاة مبادئ القانون الدولي الإنساني"، مشيراً إلى القلق البالغ من خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والمساس بحياة المدنيين.
ووفقاً لـ"واس"، شدّد الأمير السعودي على "الموقف الثابت للمملكة السعودية في مناصرة القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والعادل الذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة".
ضرورة إنهاء جرائم الحرب ضد فلسطين
من جانبها، أفادت وسائل إعلام إيرانية - بحسب ما نقلت وكالتا "رويترز" و"فرانس برس" - بأن "رئيسي" وابن سلمان" ناقشا "ضرورة إنهاء جرائم الحرب ضد فلسطين".
وهذه المكالمة بين "رئيسي" و"ابن سلمان"، تعدّ الأولى منذ اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات بينهما، في شهر آذار الماضي، بموجب اتفاق توسطت فيه الصين بعد عداء استمر سبع سنوات، هدّد الاستقرار والأمن في الخليج العربي، وساعد في تأجيج صراعات الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.
وكان العاهل السعودي محمد بن سلمان قد نفى، أواخر أيلول الفائت، توقّف محادثات التطبيع بين السعودية وإسرائيل، مؤكّداً بالقول: "نقترب كل يوم من الاتفاق".
طوفان الأقصى و"السيوف الحديدية"
وتأتي هذه التطورات، في ظل عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "كتائب القسام" - الذراع العسكري لحركة "حماس" - في قطاع غزة، فجر السبت الفائت، وبدأتها بإطلاق آلاف الصواريخ على مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للاحتلال الإسرائيلي.
وتعدّ عملية "طوفان الأقصى" تصعيداً غير مسبوق، منذ سنوات طويلة، حيث اجتاحت خلالها "كتائب القسّام" (برّاً وبحراً وجوّاً) العديد من المناطق التي تحتلها إسرائيل في محيط غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وإصابة الآلاف وأسر العشرات، في خمسة أيّام هي أعنف ما شهدته "إسرائيل"، منذ "حرب تشرين الأول/ أكتوبر" عام 1973.
وردّاً على الطوفان، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، وخلالها نفّذت طائراته مئات الغارات الانتقامية على قطاع غزة، ما أدّى إلى مقتل أكثر من ألف فلسطيني وآلاف الجرحى، فضلاً عن دمار كبير في الأبنية السكنية.