أعلنت وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري، عن فتح باب التسجيل لأداء فريضة الحج في المملكة العربية السعودية لموسم 1445 هجري.
وذكرت الوزارة في تعميم نشرته على "فيس بوك"، أن التسجيل يبدأ من يوم الإثنين 1 نيسان المقبل، ولغاية يوم الثلاثاء 9 نيسان، وذلك "من خلال المنصة الإلكترونية والمراكز المخصصة لذلك لدى وزارة الداخلية".
ولم تنشر الوزارة تفاصيل إضافية عن الأمر، ما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان النظام قد نجح باستعادة ملف الحج من المعارضة السورية، بعد سنوات من إدارته عبر "لجنة الحج العليا السورية" التابعة للائتلاف الوطني.
وسبق أن نفت "لجنة الحج العليا السورية"، توقيع أي جهة لاتفاقية ترتيبات الحج مع السعودية، وذلك بالتزامن مع تصريحات لسفير النظام السوري لدى السعودية أيمن سوسان، ادعى فيها أنّ وزارة الأوقاف التابعة للنظام ستستعيد ملف الحج من المعارضة السورية هذا الموسم.
وأوضحت اللجنة في بيان أن الأنباء التي تتحدث عن توقيع أي جهة لاتفاقية ترتيبات الحج السوري مع المملكة العربية السعودية لموسم حج 1445- 2024، لا صحة لها حتى هذه اللحظة، مشيرة إلى أنها ما زالت تتواصل مع الجهات المعنية في المملكة حول ملف الحج لهذا العام.
أوقاف النظام تواجه أربعة عوائق
وفي وقت سابق قال مصدر خاص في المعارضة السورية لـ "موقع تلفزيون سوريا" إن وزارة الأوقاف لدى النظام السوري تواجه أربعة عوائق في ملف الحج، وهذا ما تتم مناقشته مع اللجان الفنية المتخصصة، وقد يعرقل عدم حلها إمكانية تنفيذه لبنود العقد.
وبحسب المصدر فإن العائق الأول هو عدم قدرة النظام السوري إجراء تحويلات بنكية، إذ يلزمها موافقة أميركية بسبب قانون قيصر، مضيفا أن "كافة التعاقدات بالمسار الإلكتروني لكل دول العالم الإسلامي يجب أن تكون عبر تحويل خارجي من بنوك ذات البلد، ويمنع الإيداع النقدي بالمباشر".
وأما العائق الثاني فهو انخفاض السيولة في البنك المركزي بدمشق، مضيفاً "بحسبة بسيطة، إذا خصمنا أجور حجز تذاكر الطيران وبعض المبالغ التي تصرف في بلد الإقامة، فينبغي على النظام السوري أن يحول نحو 70 مليون دولار أميركي بشكل نظامي من البنك المركزي بدمشق إلى البنوك السعودية".
وعن العائق الثالث يقول المصدر إن النظام السوري ليس لديه أسطول طائرات يستطيع نقل أعداد الحجاج إلا إذا استعان بمطار بيروت وعمان، وهذا سيفرض عليه تكاليف أكبر، فضلا عن عوائق توقيع عقود مع تلكما الدولتين.
وآخر تلك العوائق هو عدم قدرة النظام السوري على تأمين العدد المطلوب من الحجاج لتغطية عقد الحج، فأكثر من نصف السوريين يقيمون خارج مناطق سيطرته، وهذا ما قد يتسبب في حرمان عدد كبير من الحجاج من تأدية فريضة الحج لهذا العام، ويتسبب أيضا بإخلال النظام السوري ببنود العقد.
ملف الحج
ومنذ أن استأنفت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري، في نيسان 2023، بدأ الحديث يدور بين أوساط المعارضة السورية عن ملف الحج، واحتمالية سحبه من يدها وإعادته إلى النظام.
وخلال ذلك، كان مدير لجنة الحج العليا في المعارضة السورية سامر بيرقدار، يجري العديد من الزيارات إلى السعودية لإقناعهم بعدم تسييس ملف الحج لصالح النظام السوري.
يشار إلى أنّ استعادة النظام السوري لـ ملف الحج والعمر، قد يمنع كثيراً من السوريين من الذهاب إلى الحج هذا العام، باعتبار أنّ العديد منهم يعيشون خارج مناطق سيطرته، وآخرين يقيمون في دول لا تقيم أيّ علاقات دبلوماسية مع النظام، وغالباً سيصعب عليهم الحصول على التأشيرات اللازمة للحج.