يعيش النازحون في مدينة جبلة بريف اللاذقية غربي سوريا أوضاعا صعبة، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي المتردي وندرة فرص العمل وغلاء الأسعار الذي يضرب مناطق سيطرة النظام.
مصدر مطلع من مدينة جبلة قال لموقع تلفزيون سوريا إن نحو 700 عائلة نازحة من مناطق متفرقة من سوريا معظمهم من (حلب ـ إدلب ـ جسر الشغور ـ أريحا ـ الرقة ـ الحسكة) غالبيتهم يعمل أعمالا حرة وفي مصانع صغيرة بهدف تأمين لقمة عيشهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده مناطق سيطرة النظام وارتفاع معدل البطالة.
جمع المواد البلاستيكية كمصدر للدخل
المصدر أضاف أن نسبة لا تقل عن 10% من النازحين في مدينة جبلة يعملون مع أطفالهم بجمع المواد البلاستيكية والخردة بهدف تأمين مبلغ 2000 ليرة نهاية اليوم، بينما يعمل البقية عمالا في الأراضي الزراعية خاصة في موسم قطاف الليمون والحمضيات بشكل عام، بينما يعمل آخرون في مصانع المنظفات والخياطة والبسكويت، مقابل متوسط أجر يصل إلى 100 ألف ليرة شهريا.
السيدة أم أحمد نازحة من مدينة الحسكة منذ 9 سنوات إلى مدينة جبلة تقول لموقع تلفزيون سوريا "نزحت مع عائلتي المؤلفة من 10 أطفال وزوجي من مدينة الحسكة إلى مدينة اللاذقية، بقينا لمدة عامين فيها ثم نزحنا مرة أخرى إلى مدينة جبلة لعدم قدرتنا على تحمل المصاريف المرتفعة في اللاذقية".
تتابع أم أحمد "منذ نزوحنا عام 2014 بدأنا بالعمل أنا وعائلتي، لدي 6 أولاد يعملون في مواسم الزراعة والقطاف وأيضا أطفالي الـ 4 الصغار بينهم ابنتان يعملون بجمع المواد البلاستيكية من الشوارع ومكبات القمامة لنبيعها نهاية اليوم، بينما نعمل أنا وزوجي في مصنع صغير للبسكويت في المدينة مقابل أجر 60 ألف ليرة سورية لكل واحد منا، (نحن نعيش على مصدر دخلنا اليومي، إن اشتغلنا عشنا وإن ما اشتغلنا منموت من الجوع وما حدا شايفنا)".
فقدان الدخل الثابت وغلاء الإيجارات
تضيف أم أحمد عن صعوبة العيش في مدينة جبلة وتقول "إيجار بيتنا 60 ألف ليرة سورية، ونصف ما نحصل عليه من مال نهاية الشهر ندفعه لصاحب البيت، إضافة لفواتير المياه والكهرباء (الأمبيرات)، في حين لم ندخر أي مبلغ مالي لشراء عفش لمنزلنا، ونحن نعاني كما يعاني العشرات من العوائل النازحة من الغلاء المعيشي وقلة فرص العمل في المنطقة بشكل عام".
مصدر خاص يؤكد لموقع تلفزيون سوريا أن معظم الأهالي في مدينة جبلة يعانون من فقر شديد، من دون تقديم المساعدة من الجمعيات والمنظمات الإنسانية، وعلى رأسها منظمة الهلال الأحمر السوري التي قطعت المساعدات عن المدنيين منذ أربع سنوات، فيما ما تزال تقدم المساعدات اليسيرة لذوي القتلى في قوات النظام، الذي يمنح ما يعرف بـ "كرت المول" بقيمة 50 ألف ليرة سورية كل شهرين أو 3 شهور، يمكن للمستفيد منها أن يحصل على حليب أطفال وحفاضات وبعضا من المواد الغذائية مثل الزيتون والزيت والجبنة من المول المركزي بمدينة اللاذقية".
أما عن مساعدات الأمم المتحدة يقول المصدر: "لا تصل المساعدات من منظمة الأمم المتحدة إلا كل سنة أو سنتين مرة واحدة مثل تقديم مدافئ أو ألبسة شتوية أو "سلة غذائية" أو أدوات للمطبخ، وتقدم للبعض ضمن تنسيق مع مخاتير الأحياء في المدينة وكما هي العادة لا يأخذ المساعدات إلا المحسوبون على المخاتير أو قوات النظام".
انهيار الليرة السورية فاقم الحالة
سكان مناطق سيطرة النظام يعانون من أزمة اقتصادية حادة بسبب الانخفاض المتواصل لسعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، في ظل انتشار الفساد ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الأهالي وخاصة النازحين في مناطق سيطرة النظام.