أصدرت مجموعة من ذوي مفقودي "مركب طرطوس" بياناً، طالبوا فيه النظام السوري بالكشف عن مصير أبنائهم، مؤكدين أن أجهزة النظام الأمنية متورطة في اعتقالهم وإخفاء مصيرهم.
وحمل البيان تواقيع ذوي 24 شاباً مفقوداً من "مركب طرطوس" الذي غرق قبالة سواحل طرطوس بتاريخ 22 أيلول الماضي بعد أيام من انطلاق مركبهم من المنية في لبنان، بحسب ما نشرت شبكات إخبارية محلية.
وأوضح البيان أن جميع المفقودين هم من فئة الشباب الذين يتمتعون بقدرات بدنية عالية وممن يجيدون السباحة جيد، مؤكدين أن أبناءهم ليسوا من عداد الغرقى وإلا لكانت ظهرت جثثهم كما حصل مع باقي الفئات (النساء والأطفال والمسنّين) وهي فئات لم يُسجّل في عدادها أي مفقود.
وأكد البيان أن عدم وجود شبان بين الناجين واختفاء جثثهم دوناً عن باقي الفئات يترك وراءه الكثير من علامات التعجب والاستفهام، في إشارة إلى اعتقال أبنائهم من قبل أجهزة النظام الأمنية.
وأبدى الأهالي استغرابهم من ذلك الأمر متسائلين: "هل يحتفظ البحر بجثث الشباب دون الصبايا والنساء والأطفال والمسنّين؟".
وأوضح البيان أن أهالي المفقودين طالبوا مطلع تشرين الأول الجاري بالكشف عن مصير أبنائهم من محافظ اللاذقية التابع للنظام السوري، الذي وجه كتابين أحدهما إلى وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري لمخاطبة "القائم بالأعمال السورية في لبنان"، أما الآخر فوجهه إلى "رئيس اللجنة الأمنية العسكرية في الساحل السوري"، من دون أي استجابة من قبل الجانبين.
وبحسب البيان، فإن أهالي المفقودين أصبحوا "عُرضة للابتزاز من قبل ممن يدّعون معرفتهم بمصير أبنائهم مقابل مبالغ مالية".
اعتقال ناجين من "مركب طرطوس"
وكانت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" أكدت أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد اعتقلت عدداً من الشبان السوريين والفلسطينيين الناجين من حادثة غرق "مركب طرطوس".
ونقلت "مجموعة العمل" عن مصادر مطلعة، أن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت الشبان بحجة أنهم "مطلوبون أمنيا وللخدمة الإلزامية"، في حين لم يتسن للمجموعة التأكد من أسماء وهوية المعتقلين.
كما نشرت شبكة "شاهد عيان حلب" المعنية بنقل أخبار اللاجئين السوريين منشوراً على صفحتها في (فيس بوك)، تحدثت فيه عن معلومات مؤكدة وصلت إليها من داخل "مشفى الباسل" في طرطوس تفيد بأن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت ناجين من حادثة غرق القارب في طرطوس بعضهم من الجنسية الفلسطينية.
100 غريق في حادثة "مركب طرطوس"
وفي 22 من أيلول الماضي، غرق مركب انطلق من شاطئ المنية في لبنان باتجاه أوروبا، يُقلّ ما بين 120 و150 شخصاً من جنسيات مختلفة، معظمهم من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين.
وبلغ عدد الضحايا الذين انتُشلت جثامينهم من البحر قبالة ساحل طرطوس 100 شخص، بحسب آخر إحصاء رسمي، في حين استقرّ عدد الناجين عند 20.