أفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإنسانية الدولية بأن أكثر من 16 ألف طفل في شمال شرقي سوريا يواجهون سوء التغذية، مشيرة إلى أنه "لا موارد كافية لضمان حصول جميع الأطفال على غذاء متوازن".
وفي تقرير لها، قالت المنظمة إن "الوضع الاقتصادي المتدهور في سوريا هو المحرك الرئيسي للاحتياجات"، مشيرة إلى أن معدلات سوء التغذية لدى الأطفال شمال شرقي سوريا ارتفعت إلى أكثر من 150 %.
وأفادت أن عدد الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية وصل إلى ما لا يقل عن 16895 طفلاً، خلال الأشهر الستة بين نيسان وأيلول 2022، في مقابل 6650 طفلاً بين تشرين الأول 2021 وآذار 2022.
وأوضحت المنظمة أن هذه الأرقام تأتي في الوقت الذي تواجه في سوريا أسوأ أزمة اقتصادية منذ بداية الحرب في العام 2011، مشيرة إلى أن 90 % من السكان داخل سوريا، البالغ عددهم 18 مليون نسمة يعيشون في فقر، وفق بيانات الأمم المتحدة.
لا موارد كافية لحصول جميع الأطفال على الغذاء
وقالت طواقم "أنقذوا الأطفال" إن الزيارة بلغت أربعة أضعاف، من 256 طفلا إلى أكثر من 1000 طفل، في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الذين تم فحصهم في 19 مركزاً للتغذية في مخيمات شمال شرقي سوريا والبيئات المجتمعية، مضيفة أن ذلك "يؤكد نفس الاتجاه المتدهور".
ووفق المنظمة، فإنه في حين أن متوسط دخل الأسرة لم يرتفع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 800 % بين عامي 2019 و 2021، واستمرت بالارتفاع في العام الحالي 2022، ما يعني أن "هذا الارتفاع الهائل في الأسعار يجبر عدداً متزايداً من الناس على الجوع".
وقال مدير مكتب الاستجابة السورية في المنظمة، بيت روهر، إنه "بعد 12 عاماً من الصراع، أصبح الوضع الاقتصادي المتدهور هو المحرك الرئيسي للاحتياجات في سوريا"، موضحاً أنه مع استمرار النزاع المسلح في أجزاء كثيرة من البلاد، يعاني حالياً ما لا يقل عن 60 % من السكان من انعدام الأمن الغذائي، "والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".
ودعت "أنقذوا الطفولة" الجهات المانحة إلى "تكثيف الجهود لمعالجة أزمة الجوع وتوفيرها لأكثر السكان تضرراً بشكل عاجل، والتخفيف من آثارها المدمرة على الأطفال"، مشيرة إلى أن "الموارد المتاحة ليست كافية لضمان حصول جميع الأطفال على تغذية متوازنة ضرورية لصحتهم ونموهم".