أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم الثلاثاء، عن تطلع بلاده لحل في سوريا يُحقِّق تطلعات الشعب السوري وفقا لإعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254.
وقال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمته: "إزاء الأزمة في سوريا، فإن موقف دولة قطر واضح منذ البداية وحريص على مصلحة الشعب السوري الشقيق، ونتطلع إلى أن تقتنع الأطراف والدول ذات الصلة بالأزمة بضرورة الحوار والتفاهم على إنهائها وفقًا لإعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254، وبما يُحقِّق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها".
وسبق أن أكد وزير الدولة في الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، يوم الثلاثاء وقوف الدوحة إلى جانب السوريين وتأييد دفع العملية السياسية وفق القرارات الدولية.
جاء ذلك خلال لقاء أجراه وفد من هيئة التفاوض السورية، ضم بدر جاموس وصفوان عكاش وجمال سليمان، مع الوزير القطري، على هامش اجتماعات الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحث خلاله آخر تطورات العملية السياسية السورية، وطرق إحيائها للوصول إلى حل سياسي شامل وفق القرار 2254، وتحقيق طموحات الشعب السوري المشروعة.
ووفق بيان لهيئة التفاوض، بحث الجانبان "طرق إحياء العملية السياسية، وتنفيذ القرار الدولي 2254 بشكل كامل وصارم، من أجل إنهاء المأساة السورية والوصول إلى استقرار شامل، وضرورة إيجاد آليات مُلزمة وواضحة لتطبيق هذا القرار، ومنع النظام من الاستمرار في عرقلة العملية السياسية والتهرب منها".
وقال أمير قطر: إن عدم التدخل الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو "فضيحة كبرى"، مضيفاً أن "الإدانات استنفدت ولم يبق سوى الجريمة وضحاياها في غزة من الكبار والأطفال والنساء"، وأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة هو "الأشد همجية وشراسة"، قائلاً إن "ثمة من يغريه احتمال تهميش القضية الفلسطينية، لكن قضية فلسطين عصية على التهميش".
وأوضح أمير قطر أن القضية الفلسطينية "لن تزول إلا في حالتين، إما زوال الاحتلال أو زوال الشعب الفلسطيني"، معبراً عن موقف بلاده الذي يقرّ بأن "ما تقوم به إسرائيل بحق الفلسطينيين هو إبادة جماعية"، قائلاً إنه "لا يوجد معنى للحديث عن الأمن والسلام والاستقرار بالعالم ما لم ترافقه خطوات عملية تقود لوقف الحرب (...) المجتمع الدولي يتحمل تبعات ما يحدث للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لحرب إبادة".
وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن "زوال الاحتلال وممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير ليسا منّة أو مكرمة من أحد"، مضيفاً أن "دولة قطر اختارت الاضطلاع بجهود الوساطة سعياً منها لوقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين"، وأوضح أن "جهود الوساطة أسفرت عن اتفاق هدنة إنسانية في نوفمبر الماضي أدت إلى إطلاق سراح 240 محتجزاً".
وأردف أن دولة قطر "ستواصل بذل الجهد مع شركائها حتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم في غزة وإطلاق سراح الأسرى، لأن التوصل لحل الدولتين هو في صالح الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولن يتم الوصول إلى ذلك إلا مع شريك سلام جاد". ووصف أمير قطر عملية تفجير وسائل الاتصالات اللاسلكية في لبنان بأنها "جريمة كبرى"، مطالباً بوقف العدوان على غزة والحرب على لبنان، قائلاً إن "قادة إسرائيل يدركون أن الحرب على لبنان لن تجلب الأمن والسلام إلى شمال إسرائيل ولا إلى لبنان".