حذّر جون جودفري، القائم بأعمال المبعوث الخاص للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة"، من أن التنظيم يحاول الاستفادة من تدهور الأوضاع الاقتصادية في العراق وسوريا لإعادة تشكيل نفسه.
وقال جودفري، الذي عاد مؤخراً من زيارة إلى العراق وسوريا، أن هناك شيئاً واحداً سمعه باستمرار في كل من العراق وسوريا وهو أن الفقر وعدم المساواة والظلم الملحوظ يستمران في دفع العديد من الشباب للانضمام إلى الجماعات المتشددة، بما في ذلك "داعش".
وأشار جودفري إلى أن جميع الأشخاص في سوريا والعراق يعانون من الحصاد الضعيف الذي سيكون نحو نصف ما هو طبيعي بسبب الجفاف الشديد، مضيفاً أن ذلك أدى إلى "حدوث انكماش اقتصادي كبير يؤثر في عائدات الشركاء المحليين ويسهم أيضاً في البطالة"، حسب وصفه.
واستشهد جودفري خلال حديثه، "بشركاء محليين" قالوا إن الجماعة المتشددة "تسعى بنشاط لاستغلال هذا الوضع الاقتصادي لإعادة تشكيل صفوفها، أو محاولة إعادة تنظيم وجودها، في المناطق الأكثر تضرراً من الانكماش الاقتصادي".
وأعلن العراق الانتصار على تنظيم "الدولة" في كانون الأول 2017، لكن التنظيم لا يزال يشن هجمات متكررة في المناطق الريفية والجبلية في شمال وغرب العراق. ويشتبه أيضا في أن التنظيم نفذ عدة تفجيرات في بغداد هذا العام.
وفي سوريا، لا يزال التنظيم ينفذ هجمات على قوات النظام أو المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة. بعد سقوط آخر معقل لتنظيم "الدولة" في الباغوز في آذار 2019، حيث نُقل آلاف المقاتلين الأسرى وعائلاتهم إلى معسكرات مؤقتة ومراكز احتجاز تديرها "قسد".
ولفت جودفري إلى أن سجناء التنظيم وبعض سكان المخيمات يشكلون "تهديداً محتملاً للأمن في المنطقة وخارجها". مضيفاً أن ما يقدر بنحو 43 ألف رجل وامرأة وطفلاً يعيشون في مخيمات تديرها "قسد" يشكلون ضغطاً كبيراً على السلطات المحلية.
ويوم الإثنين، طالب وزير الخارجية أنطوني بلينكين حلفاء الولايات المتحدة بإعادة مواطنيهم المحتجزين لدى "قسد" في شمال شرقي سوريا. ووصف اعتقال 10 آلاف من مقاتلي التنظيم المشتبه بهم، ومنهم 2000 أجنبي، بأنه وضع "لا يطاق".
وذكر جودفري يوم الخميس أن الولايات المتحدة أعادت 28 أميركياً حتى الآن. ومن بين هذه المجموعة ، هناك 12 بالغاً و10 أشخاص حوكموا أو يخضعون للمحاكم.