تصدر فيلم "أميرة" الذي يتناول تهريب نطاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، أبرز الأحداث تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين أنه يسيء إلى كرامة المعتقلين في فلسطين المحتلة، الأمر الذي دفع القائمين على الفيلم لإيقاف عرضه.
وأحدث الفيلم الدرامي الذي شاركت في إنتاجه دول عربية عدة، من بينها فلسطين والأردن ومصر وتم تمويله إماراتياً، ضجة واسعة، بعدما شوّه سمعة زوجات الأسرى، والأطفال الذين كانوا نطفاً وتم تهريبهم مع عوائل آبائهم خلال زياراتهم للسجون الإسرائيلية.
وعلى وقع ذلك دعا الأسرى الفلسطينيون في بيان لهم، يوم الأربعاء إلى "سحب هذا الفيلم المسيء لقضية إنسانية بامتياز، ومعاقبة جميع من شارك في هذه الجريمة مِن منتجين ومخرجين وممثلين ومسوقين".
ويشارك في بطولة الفيلم إلى جانب الممثلة الأردنية الفلسطينية صبا مبارك، الممثلة الفلسطينية الأردنية تارا عبود وهو من تأليف خالد دياب وشيرين دياب وإخراج محمد دياب.
وتدور أحداث فيلم "أميرة" حول عمليات تهريب "النطف" من داخل السجون الإسرائيلية، لتصل إلى عوائل الأسرى، حيث تتم بعدها عمليات تلقيح زوجات الأسرى صناعياً، بإشراف أطباء متخصصين وبعلم عوائل الزوجين، في حين تناولت مشاهده تشويهاً للحقائق التي تجري في الواقع.
ما قصة الفيلم؟
ويحكي الفيلم قصة الفتاة المراهقة أميرة التي تنشأ معتقدة أنها جاءت إلى الدنيا بسبب عملية تلقيح صناعي من نطفة مهربة لوالدها في سجن مجدو، وهو ما يمنحها شعوراً كبيراً بالفخر باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني لكن في إحدى الزيارات مع أمها للسجن يطلب الزوج من زوجته إنجاب طفل آخر بالطريقة ذاتها وهو ما ترفضه أم أميرة في البداية ثم تعود لتوافق عليه.
تنجح عملية التهريب لكن المفاجأة تقع عندما يعلن الأطباء أن النطفة التي تسلموها هي لشخص عقيم لا يمكنه الإنجاب إطلاقاً وهو ما يدفع عائلة الزوج ومعها أميرة للشك أولا في سلوك الأم وتبدأ عملية مطابقة للبصمة الوراثية مع جميع المحيطين بالزوجة لكن من دون جدوى.
وبعدما تضيق الدائرة عليها تعترف الأم بخيانة الزوج مع زميل سابق له بالسجن كان قد حمل لها رسالة في الماضي وتصبح على وشك دفع حياتها ثمناً لهذا الاعتراف، ويظهر الطبيب الذي أشرف على عملية التلقيح ويؤكد أن الحمل كان نتيجة العينة المهربة.
وبعد ذلك، تواصل أميرة عملية البحث عن والدها البيولوجي إلى أن تصل إلى قناعة بأن حارس السجن الإسرائيلي الذي هرب النطفة قام بالاستعاضة عنها بنطفته وتنقلب حياتها رأساً على عقب.
غضب شعبي واتهامات
واتهم عشرات الناشطين والمغردين القائمين على الفيلم أنه يسيء إلى الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما خرجت وزارة الثقافة الفلسطينية عن صمتها ودانت الفيلم، مؤكدة أنه "يعتدي ويسيء بكل وضوح لكرامة المعتقلين".
يعني لو الموساد أنتج الفيلم ما يخرج بأسوأ من هكذا حبكة ! #الصهاينة_العرب أرجح إنها حماقة لهاثا وراء الشهرة والجوائز الدولية لا عمالة، والنتيجة واحدة حماقة أم عمالة https://t.co/Cx7pJuMZrV
— ياسر أبوهلالة (@abuhilalah) December 8, 2021
فيلم كهذا يخدم الرواية الصهيونية وعمل مشترك للثلاثي المطبع حتّى النخاع (السعودية/الأردن/مصر) ويغتال قضية الأسرى ويطعن بقدسيتها ثم يشكك بشرف عائلاتهم، لا يمكن أن يكون برئياً من دم يوسف، بل هو أقرب لسيناريو مشابه يعتمده الموساد (8200)#فيلم_اميرة #اسحبوا_فيلم_أميرة #صبا_مبارك pic.twitter.com/nRrFQ7KUlG
— حوراء قبيسي (@hawraa_kobayssi) December 7, 2021
القول إنّ #فيلم_اميرة ليس فيلما وثائقيا، تفاهة ممجوجة. لأنّنا نعلم أنّه فيلم روائي. المشكلة أنّ المخيلة الإبداعية ضاقت بصناع الفيلم فلم يجدوا في قضية النطف المهرّبة ما يديرون عليه الحبكة سوى قصة تشوّه الحقيقة وتنال من مشاعر أبطال القصة الحقيقيين.#اسحبوا_فيلم_أميرة
— ساري عرابي (@sariorabi) December 8, 2021
#ليسقط_فيلم_أميرة #اسحبوا_فلم_أميرة#فيلم_اميرة
— الصحفي نضال سلامه (@nidal_news) December 7, 2021
لا يختلف اثنان على ان الفن رسالة سامية تحمل قضايا الإنسان وتعبر عنها وتنقل هموم الاوطان .. لكن ان ينقلب إلى افلام مسمومة تحاول تشويه نضال الشرفاء في فلسطين فهذا لايقبله شرفاء الاردن وفلسطين بل شرفاء العالم .. أسقطوا هذا الفيلم
المعلومات المتداولة حول #فيلم_أميرة إن صحت تستوجب على إدارة مهرجان كرامة الاعتذار عن السماح بمشاركة الفيلم واتخاذ إجراءات بحق لجنة الترشيح للمشاركة.
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) December 7, 2021
إن كان من واجبات على الأفراد تجاه قضية الأسرى وذويهم فليس أقل من احترام كرامتهم الإنسانية والقيم المتأصلة في ذاكرة ووعي شعوبهم.
#فيلم_اميرة هو إهانة للشعب الفلسطيني بأكمله، يشوّه أشرف قضايا الفلسطيني وهو الأسير الذي يمثل له كل شيء.
— Alaa Shaat | علاء شعث 🇵🇸 (@3laa_pal) December 7, 2021
الفيلم يشكل اساءة كبيرة لقضية الأسرى ولسفراء الحرية، ويجب على طاقم العمل الاعتذار عن هذا التشويه pic.twitter.com/qWcXIThH2V
إيقاف عرض "أميرة"
وبعد كل ذلك الغضب والجدل الذي أثاره، قررت أسرة فيلم "أميرة"، اليوم الخميس، إيقاف عروضه، مبينة أنه "يشكك في نسَب أبناء الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، الذين تم إنجابهم عبر نطف مهربة من آبائهم".
وقالت أسرة الفيلم، في بيان نقله مخرجه المصري محمد دياب عبر حسابه على فيس بوك: "نعتبر أن الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم هم الأولوية لنا وقضيتنا الرئيسية".
وأضافت: "سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته، ونحن مؤمنون بنقاء ما قدمناه في فيلم أميرة، دون أي إساءة للأسرى والقضية الفلسطينية".
وأكملت: "نتفهم الغضب الذي اعترى الكثيرون على ما يظنونه إساءة للأسرى وذويهم، وهو غضب وطني نتفهمه ولكن كنا نتمنى أن تتم مشاهدة الفيلم قبل الحكم عليه نقلاً أو اجتزاء".
ووفق البيان "عرض الفيلم في أيلول 2021 في مهرجان فينيسيا، والذي تبعه عرضه في العالم العربي في مهرجاني الجونة المصري وقرطاج التونسي، وشاهده آلاف من الجمهور العربي والفلسطيني والعالمي".
من جهته، اعتبر نادي الأسير، قرار أسرة الفيلم، خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، لكنه دعا إلى "طيّ صفحته نهائياً، وعدم إخضاعه للمناقشة".
خطوة أولى بالاتجاه الصحيح
من جهته قال رئيس النادي قدورة فارس، في بيان منه إن "الموقف الذي صدر عن القائمين على فيلم أميرة المتمثل بوقف عرضه، هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، حتّى يتم طي صفحة هذا الفيلم، الذي يُشكل طعنة لنضال أسرانا وعائلاتهم".
ورداً على دعوة طاقم الفيلم لتشكيل لجنة لمشاهدته، قال فارس: "حرصنا على مشاهدة الفيلم من ألفه إلى يائه، وعقدنا أكثر من جلسة وتوقفنا مطولاً عند التفاصيل التي يتناولها، قبل الإعلان عن موقفنا الرافض له".
وأكمل أن "الأجدر بدلاً من دعوتهم (أسرة الفيلم) لتشكيل لجنة أن يتم طي صفحة الفيلم مرة واحدة وللأبد، وإذا أرادوا معرفة ما المطلوب عليهم أن يقرؤوا البيان الصادر عن أسرانا الأبطال".
وعبّر فارس عن "تقديره العالي لموقف الشعبين الفلسطيني والأردني الرافض للفيلم والذي شكّل الحلقة الأساس في مسار خطوة وقف عرضه".