قالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن "الأوان قد حان لكي يتغلب مجلس الأمن الدولي على الشلل الذي يعانيه بسبب استخدام حق النقض (فيتو)، وأن يدفع باتجاه إجراء المساءلة على الانتهاكات المستمرة لضمان محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا".
وفي بيان بمناسبة مرور عشر سنوات على اندلاع الاحتجاجات في سوريا، أضافت المنظمة أن حكومة نظام الأسد "عرّضت منذ بدء الاحتجاجات السلمية في دمشق عام 2011، ملايين المدنيين لهجمات برية وجوية غير قانونية، إضافة إلى الاحتجاز الواسع النطاق والممنهج، والتعذيب الذي أدى إلى وفيات في الحجز، والاختفاء القسري، وعمليات الحصار التي أدت إلى التجويع، والتهجير القسري"، مشيرة إلى أن جماعات المعارضة المسلحة، بدعم من حلفائهم، ارتكبوا أيضاً تلك الممارسات فيما بعد.
وأشارت إلى أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض "الفيتو" 15 مرة على الأقل، طوال العقد الماضي ضد قرارات مجلس الأمن الرامية إلى ردع الانتهاكات في سوريا.
وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، لين معلوف، إنَّ أعضاء مجلس الأمن "يملكون السلطة والتفويض لمساعدة الشعب السوري، وبدلاً من ذلك خذلوه خذلاناً تاماً".
وأضافت معلوف "بعد مضي عشر سنوات، يستمر مرتكبو الانتهاكات المروعة، ومن بينها الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، في التسبب بمعاناة هائلة للمدنيين فيما يفلتون من قبضة العدالة".
وشددت على أن روسيا، إضافة إلى إيران وتركيا، قدمت دعمها لأطراف النزاع المسؤولين عن ارتكاب الفظائع في سوريا، وبذلك "مكّنتهم من مواصلة ارتكاب الانتهاكات"، كما شاركت روسيا والولايات المتحدة الأميركية مباشرة في النزاع المسلح، إذ شنت موسكو هجمات غير قانونية، جنباً إلى جنب مع حكومة النظام.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قادت "التحالف الدولي" الذي قاتل "تنظيم الدولة" في الرقة، وغيرها من المناطق، وكانت مسؤولة أيضاً عن دمار واسع النطاق نتيجة الهجمات غير القانونية التي شنتها.
ورأت المنظمة الدولية أن "الدول وضعت بلا خجل، ولمدة أطول كثيراً مما ينبغي، الولاءات والمصالح السياسية قبل أرواح ملايين الأطفال، والنساء، والرجال، وسمحت فعلياً باستمرار مسلسل الرعب في سوريا من دون أن تلوح نهايته في الأفق".
واعتبرت أنه "قد حان الوقت للدول التي تدعم القوات الموجودة على الأرض كي تدرك أنها لا تستطيع تجاهل العدالة والمساءلة، إذا أريد أن تظهر أي بارقة أمل في مستقبل آمن ومشرّف للشعب السوري".
وأوضحت أنه "بدون إقامة العدل، فإن دوامة إراقة الدماء والمعاناة ستستمر في سوريا، وتتصدر حفنة من الدول هذه المهمة باتخاذ خطوات حاسمة نحو إقامة العدل، وقد آن الأوان كي يحذو الآخرون حذوها".