icon
التغطية الحية

أطلق عليه النار.. اختفاء شاب سوري على حدود اليونان منذ أكثر من شهر

2023.04.18 | 13:18 دمشق

فقدان مهاجر سوري في نهر إيفروس الحدودي
فقدان مهاجر سوري في نهر إيفروس الحدودي - مهاجر نيوز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

ذكرت مصادر إعلامية، اليوم الثلاثاء، أن عائلة الشاب السوري عادل محمد السلطان تبحث عن ابنها الذي فُقد من أكثر من شهر في نهر إيفروس في أثناء محاولته العبور من تركيا إلى اليونان.

وقال موقع "مهاجر نيوز" إن "الشاب السوري قفز في الماء بعد أن اعترضه جنود يونانيون وأطلقوا النار في الهواء، ومنذ ذلك الحين لم يُعثر على أي أثر له"، بحسب قريب الشاب عادل.

اللجوء إلى أوروبا

وفي 3 آذار الماضي، غادر عادل محمد السلطان، وهو سوري يبلغ من العمر 20 عاماً ويقيم في تركيا منذ نحو عام ونصف، إسطنبول برفقة 15 من أقاربه وأصدقائه، بنيّة عبور نهر إيفروس الذي يفصل تركيا عن اليونان، على أمل طلب اللجوء في دولة أوروبية.

وكان الشاب "الأعزب" يعمل في البناء، ويعيل أسرته التي لا تزال موجودة في سوريا، لكن وبسبب الوضع الاقتصادي في تركيا، قرر اللجوء إلى أوروبا، لكن رحلته لم تسر كما خطط لها، وانتهت باختفائه بعد أن قفز في النهر هرباً من "جنود يونانيين".

بطاقة الحماية المؤقتة التركية الخاصة بعادل محمد السلطان
بطاقة الحماية المؤقتة التركية الخاصة بعادل محمد السلطان - مهاجر نيوز

وفي اتصال للموقع، شرح ابن عم عادل، والذي كان معه في ذلك اليوم، ما حدث معهم. وقال "خرجنا من إسطنبول مساء الثالث من آذار، ووصلنا إلى الحدود بعد نحو أربع ساعات. ثم انقسمنا إلى ثلاث مجموعات، وانتظرنا. كنا ننوي عبور النهر بمفردنا، فلم نملك أي نقود للمهربين. ومع ساعات الصباح الأولى، انطلقت المجموعة الأولى على متن قارب مطاطي، ووصلت إلى الجانب اليوناني بسلام ولم يتم اعتراضها، وبناء على ذلك، انطلق قارب ثاني كان على متنه عادل وسبعة شبان آخرين، وعندما وصلوا إلى الضفة اليونانية، ونزلوا من القارب وابتعدوا عنه، تفاجؤوا بخروج جنود (كوماندوز) يونانيين من بين الأحراش".

"كنت أراقب ما يحدث من الضفة المقابلة (التركية). بدأ عادل بالصراخ حتى نحضر قارباً آخر لإرجاعه ومن معه إلى تركيا، فصعدت أنا وشاب آخر على متن قارب مطاطي، وانطلقنا باتجاه الضفة اليونانية لجلب عادل ومن معه. وما إن اقتربنا إلى الجانب اليوناني بنحو 15 متراً، بدأ الجنود اليونانيون بإطلاق النار في الهواء".

اختفى بالنهر

"كانت لحظات مرعبة، وبين الصراخ والهلع، رأيت عادل يقفز في النهر برفقة شاب آخر، وبينما قام الشاب بالتشبث بشجرة، كان عادل يحاول السباحة باتجاه الضفة التركية، لكن تيار النهر كان باتجاه الضفة اليونانية ولم يقو على عبور النهر، إلى أن اختفى عادل تماماً ولم نر له أي أثر".

"أعتقد أنه قفز بسبب إطلاق النار، لأننا اتفقنا مسبقاً على عدم الهرب من الشرطة اليونانية إذا أمسكوا بنا، فبناء على ما سمعناه، فإنهم لا يعتدون على المهاجرين الذين يستسلمون للاعتقال، أما إذا قرر المهاجرون الهرب، فعناصر الشرطة يلحقون بهم، ويعتقلونهم ويضربونهم".

ومنذ ذلك الحين، تحاول العائلة البحث عن ابنها بكل الطرق الممكنة. يشرح أحمد، وهو ابن عم آخر لعادل، قائلاً "تواصلنا مع كل الدوائر الحكومية والمستشفيات التركية، كما وكّلنا محامياً في اليونان للبحث هناك، ولم نعثر على أي خيط أو معلومة. عادل يجيد السباحة، وكلنا اعتدنا على السباحة في نهر الفرات (في دير الزور)، وبالتالي من الصعب أن أصدق حقيقة غرقه".

"الجميع هنا (في تركيا) يريدون الذهاب إلى أوروبا، الوضع الاقتصادي صعب وفرص العمل قليلة. نحن حزينون جداً ونشعر بالعجز، وكل ما نتمناه هو أن نتلقى أي خبر عنه".

نهر إيفروس

وتعتبر السلطات اليونانية نهر إيفروس الذي يشكل الحدود الطبيعية مع تركيا، منطقة عسكرية مغلقة، ولا تسمح لأي شخص بالاقتراب من النهر. وبالتالي، يصعب وجود أي صحفيين أو منظمات إنسانية أو حقوقية في المنطقة، وبالتالي، تكاد تكون المعلومات المتوفرة عما يحدث بالقرب من النهار، شبه معدومة.

وفي مطلع نيسان الجاري، أكد رئيس الوزراء اليوناني المحافظ كرياكوس ميتسوتاكيس،  نيته تمديد السياج الحدودي على طول نهر إيفروس، لـ35 كيلومتراً إضافياً بحلول نهاية العام، إذ يبلغ طول هذا السياج حاليا 37,5 كيلومتراَ، وتطمح أثينا إلى زيادة طوله 100 كيلومتر إضافية بحلول العام 2026.