ملخص:
- أطلقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الرصاص لتفريق مظاهرة في مدينة عامودا بالحسكة، حيث احتج السكان على حفر الخنادق المستمر الذي يعيق حياتهم اليومية ويسبب أضرارًا كبيرة.
- الحادثة جاءت بعد اعتداء عناصر من "قسد" على شابين من عائلة واحدة، مما أثار غضب الأهالي وزاد من حدة التوتر والامتعاض الشعبي ضد "قسد" وسياساتها في المدينة.
- الانتقادات تتصاعد ضد "قسد" بسبب الإنفاق الضخم على حفر الخنادق وتجاهل الخدمات الأساسية للسكان، وسط انتهاكات مستمرة لحقوق الناشطين والصحفيين في مناطق سيطرتها.
أطلقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ليلة أمس الثلاثاء، الرصاص لتفريق عشرات المتظاهرين من سكان مدينة عامودا بريف الحسكة نددوا بحادثة اعتداء عناصر من "قسد" يعملون في حفر الخنادق على شبان في المدينة .
وقال "شيروان يونس" وهو اسم مستعار لأحد المتظاهرين لموقع تلفزيون سوريا إن "عمالا وعناصر من قسد اعتدوا بالضرب على شابين من عائلة واحدة ما تسبب بإصابة أحدهما بجروح بالغة بعد اعتراضه على استمرار حفر قسد كامل الشارع أمام محله ومنزله منذ أكثر من ستة أشهر وتعرض أفراد من عائلته لمضايقات من قبل عمال قسد".
وأشار "يونس" إلى تفاقم حالة الامتعاض الشعبي في المدينة من جراء حفر "قسد" للخنادق التي تسببت بتعطيل عدة طرق رئيسية وتجارية إلى جانب الأضرار بالأبنية والمحال التجارية و أرزاق الأهالي وأعمالهم في المدينة.
وأضاف أن "عملية الحفر تستمر على مدار اليوم وتسببت بإزعاجات كبيرة للسكان إلى جانب عدم احترام عناصر "قسد" الموجودين بشكل دائم في الشارع لسكان المدينة".
وتوافد العشرات من سكان المدينة إلى منزل الشاب مرديين شعارات منددة بقسد وسياستها بحفر الخنادق ما دفع الأخيرة إلى إطلاق الرصاص بشكل عشوائي لتفريق المتظاهرين الذين بقوا متجمعين لغاية ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء – الأربعاء.
وتستقدم "قسد" غالبا عمالا وعناصر من خارج المنطقة التي يعملون فيها في محاولة منها لتفادي معرفة العمال والعناصر بطبيعة المنطقة إلى جانب رفض سكان المناطق التي يتم فيها عمليات الحفر المشاركة في حفر الخنادق التي تلقى رفضا واسعا بين سكان مناطق شمال شرق سوريا.
"اخرجوا من مدينتنا"
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بخروج "قسد" من المدينة بعد أن أمر أحد القادة العسكريين من حزب العمال الكردستاني تركي الجنسية بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي لتفريق المتظاهرين.
ورفض القيادي العسكري محاسبة عناصره المعتدين على شبان المدينة وعدم احترامهم لحرمة المنازل ما تسبب بمشاركة واسعة من كافة سكان المدينة في المظاهرة.
وجاء الاحتجاجات رداً على "تحكم قادة من حزب العمال الكردستاني من الجنسيات غير السورية بكافة القرارات الخدمية والأمنية ومفاصل حياة المواطنين السوريين".
وقالت ناشطة إعلامية لم تكشف عن اسمها لأسباب أمنية لموقع تلفزيون سوريا إن "المدينة والمنطقة تشهد حالة امتعاض شعبي واسع من جراء الأوضاع الخدمية المزرية وتدهور الوضع المعيشي إلى جانب أحكام قسد قبضتها الأمنية على مفاصل حياة المواطنين".
وشددت على أن "قسد صرفت مئات ملايين الدولارات على حفر الخنادق فيما هي غير مستعدة على صرف 5% من هذه المبالغ لتوفير المياه والكهرباء والخبز لسكان المدينة".
وترى الناشطة الإعلامية أن "المظاهرات وحوادث التوتر بين سكان المنطقة والإدارة الذاتية أصبحت تتكرر في المنطقة مع استمرار قسد والإدارة الذاتية بالتضييق على الحريات في المنطقة واتباع سياسة تهدف لتجويع الناس لإرضاخهم لسلطتها".
وتشهد مناطق سيطرة "قسد" انتهاكات واسعة بحق الناشطين السياسيين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، شملت إغلاق وسحب ترخيص قنوات تلفزيونية والاعتداء بالضرب والتهديد واعتقال العشرات من الصحفيين والناشطين خلال الأعوام الماضية.