أكدت الولايات المتحدة التزامها بالسعي من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 الذي يحمي حقوق وكرامة جميع السوريين، مشيرة إلى أنها ترحّب بمبادرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، "خطوة مقابل خطوة".
جاء ذلك في بيان أصدره مكتب المبعوث الخاص إلى سوريا، إيثان غولدريتش، عقب اجتماع "أصدقاء سوريا"، الذي ضم ممثلين عن الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا وألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة، والعراق والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية، في العاصمة واشنطن يوم أمس الخميس.
وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية
وقال البيان إنه "مع اقترابنا من الذكرى 11 للانتفاضة السلمية في 15 من آذار، نعترف باستمرار معاناة الشعب السوري"، مؤكداً على أنه "أمر غير مقبول ويجب أن ينتهي".
وأضاف "ما زلنا ندعو إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، واحترام القانون الإنساني الدولي، والتشديد على أهمية الوصول دون عوائق إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة من خلال جميع الطرائق، بما في ذلك من خلال إعادة الإذن بإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود"، مشيرة إلى أنها "ليست بديلة عن المساعدات عبر الحدود، بل بالإضافة لها، بما في ذلك مشاريع الإنعاش المبكر المتوافقة مع قرار مجلس الأمن رقم 2585".
Representatives from 11 countries, the Arab League, and the EU met in Washington to discuss advancing a political settlement in Syria, expanding access to life-saving humanitarian aid, and holding the Assad regime accountable for atrocities. pic.twitter.com/ihNHZsEJni
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) March 4, 2022
"خطوة مقابل خطوة"
وعن مبادرة المبعوث الأممي "خطوة مقابل خطوة"، قال البيان "رحبنا بإحاطة بيدرسن، ولاحظنا جهوده لبناء الزخم، بما في ذلك من خلال عملية خطوة بخطوة، وفقاً لدعمنا القوي للمضي قدماً في حل سياسي شامل، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، من كل جوانبه"،
ودعا البيان إلى "نتائج ملموسة من الجولة السابعة للدورة المقبلة للجنة الدستورية السورية في آذار الجاري"، مؤكداً على أن الدول المجتمعة "ستواصل الضغط من أجل المساءلة، خاصة بالنسبة لأخطر الجرائم التي ارتكبت في سوريا، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية".
كما أكدت الدول على أنها "ستواصل الضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً، والمحاسبة الكاملة للمفقودين"، مشيرة إلى أنها "رحبت بالجهود الجارية لملاحقة الجرائم المرتكبة في سوريا".
وعن اللاجئين السوريين، قال البيان إن المجتمعين "حثوا على استمرار الدعم للاجئين السوريين والدول المضيفة لهم، حتى يتمكنوا من العودة الطوعية إلى ديارهم بأمان وكرامة بما يتماشى مع معايير المفوضية".
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" كشفت، في تقرير لها أمس الخميس، عن الاجتماع، وقالت إن المبعوث الأممي بيدرسن سيقدم إيجازاً سياسياً، على أن يقوم المبعوثون لاحقاً بعقد جلسة تشاورية لضبط الإيقاع، وبحث الوضع الميداني في سوريا، ومواقف الدول العربية التطبيعية، وتأثيرات الحرب الأوكرانية على كل ذلك".
وأوضحت الصحيفة أن الاجتماع سيتناول التطورات السورية الأخرى، بما فيها الوضع الإنساني والعسكري والاقتصادي، بالإضافة إلى ملف التطبيع العربي مع نظام الأسد، والعقوبات الغربية المفروضة عليه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله إن "الحرب الأوكرانية أظهرت مدى اعتماد روسيا عسكرياً على قاعدة حميميم في استراتيجيتها بالعالم"، مشيراً إلى أن ذلك "يطرح الأسئلة في حال تحول حرب أوكرانيا إلى استنزاف، فهل تستطيع روسيا الاستمرار في انخراطها ذاته في سوريا؟ وما مستقبل التنسيق العسكري بين روسيا وإسرائيل في سوريا؟ وما مستقبل اتفاق منع الصدام بين روسيا والولايات المتحدة شرقي سوريا؟".