قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن تركيا وإسرائيل يمكن أن تعملا معاً لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا، موضحاً أن البلدين سيناقشان التعاون في مجال الطاقة خلال محادثاته الشهر المقبل مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
وذكرت وكالة "الأناضول"، أن أردوغان أكد إمكانية استخدام الغاز الإسرائيلي في تركيا، والعمل على نقله إلى أوروبا عبر التعاون المشترك بين الجانبين.
وأوضح الرئيس التركي أنه يمكن أن نستخدم الغاز الإسرائيلي في بلادنا، بل وأبعد من ذلك يمكن أن ننخرط في جهد مشترك عبر نقله إلى أوروبا.
وأشار أردوغان إلى أنه سيبحث مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ومع رئيس وزرائه، نفتالي بينيت، موضوع نقل الغاز إلى تركيا.
ومن المقرر أن يزور هرتسوغ تركيا منتصف آذار/مارس المقبل، وفقاً لآخر ما أعلنه أردوغان، أمس الخميس، وكان من المفترض أن تجري الزيارة منتصف هذا الشهر وفقاً لتصريح سابق لأردوغان نفسه.
التعاون التركي الإسرائيلي في مجال الغاز الطبيعي
وفي 26 كانون الثاني/يناير الماضي، قال أردوغان إن مرحلة جديدة في علاقات بلاده مع إسرائيل ستبدأ مع زيارة نظيره الإسرائيلي لأنقرة، وأشار إلى إمكانية التعاون بين البلدين في مجال الطاقة في حوض شرق المتوسط.
وأضاف أردوغان، "لا يمكن أن ينجح أي مشروع إقليمي يتجاهل تركيا في شرقي البحر المتوسط"، مرحباً بقرار واشنطن سحب دعمها عن مشروع خط أنابيب "إيست ميد" لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، أنها لم تعد تمنح الأولوية لمشروع "إيست ميد"، وأنها بدأت تعطي الأولوية للمشاريع القائمة على الطاقة المتجددة والكهرباء شرقي المتوسط.
"إيست ميد" هو خط لنقل الغاز الطبيعي المستخرج من شرقي البحر المتوسط إلى اليونان عبر قبرص ومنها إلى إيطاليا، وهو مشروع وقعت عليه كل من قبرص الرومية واليونان وإسرائيل في العاصمة أثينا، في 3 من كانون الثاني/يناير 2019.
وتعترض أنقرة على المشروع لأنه يستثنيها ويستثني جمهورية شمال قبرص التركية لدوافع سياسية.
تركيا وإسرائيل.. عودة العلاقات
وتشهد العلاقات التركية الإسرائيلية تقارباً ملحوظاً خلال الآونة الأخيرة، بعد توتر العلاقات بين البلدين دام لأكثر من عقد، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي في 2010 على سفينة "مرمرة" التركية المتجهة لفك الحصار عن قطاع غزة وأسفر الهجوم عن مقتل 10 متضامنين أتراك وإصابة 56 آخرين.
ويأتي هذا التقارب من ضمن سياسة جديدة أطلقها أردوغان منذ 2020، تعمل بموجبها تركيا على إصلاح علاقاتها المتوترة مع القوى الإقليمية، منها إسرائيل والإمارات والمملكة العربية السعودية ومصر.
ومن المقرر أن تتم إعادة السفراء في كلا البلدين بعد سحبهما في عام 2018 إثر أزمة دبلوماسية حادة بين أنقرة وتل أبيب في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، ومطالبات الإسرائيليين لأنقرة بالتخلي عن دعم حركة "حماس".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أجرى أردوغان أول اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بعد احتجاز أنقرة لسائحين إسرائيليين اشتبهت بقيامهما بأعمال تجسس وتصوير قصر الرئيس التركي في إسطنبول، ومن ثم أفرجت عنهما.
وقبل أسبوعين، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، وكانت هذه أول محادثة بين وزيري خارجية البلدين منذ 13 عاماً.
وبحسب التقارير الواردة من أنقرة وتل أبيب، ينوي البلدان فتح صفحة جديدة في العلاقات والاستعداد لعودة السفراء، وتخطط أنقرة لتعيين السياسي والباحث التركي المقرب من أردوغان، أفق أولوطاش، سفيراً لها في إسرائيل، بينما تخطط الأخيرة لتعيين إيريت ليليان سفيرة لها في أنقرة.
ويشار إلى أن هناك معارضة شديدة في الأوساط السياسية الإسرائيلية لتعيين أولوطاش لأنه يحمل مواقف معادية لإسرائيل، بحسب "يديعوت أحرونوت".