علقت السلطات في أذربيجان، أمس الأحد، على التقارير التي تتحدث عن مشاركة مقاتلين سوريين إلى جانبها في حربها ضد أرمينيا.
ونفى مساعد رئيس أذربيجان للسياسة الخارجية (حكمت حاجييف) صحة التقارير عن مشاركة مقاتلين مِن سوريا في الاشتباكات مع أرمينيا، واصفاً بأنها "هراء".
وكان "المرصد السوري لـ حقوق الإنسان" قد ادعّى في تقرير، أمس، أنّ "دفعة مِن مقاتلي الجيش الوطني السوري وصلت إلى أذربيجان، وأنّ الحكومة التركية نقلتهم مِن أراضيها إلى هناك".
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، في وقتٍ سابق أمس، إنها تتحرى معلومات عن مشاركة مقاتلين مِن سوريا في القتال إلى جانب أذربيجان بإقليم "قره باغ".
رواية "وصول مقاتلين سوريين إلى أذربيجان"
فنّدت وكالة "الأناضول" الرواية التي تناقلتها وسائل الإعلام عن وصول مقاتلين سوريين مِن الجيش الوطني السوري - الذي تدعمه تركيا - إلى أذربيجان.
وقال فريق "مرصد تفنيد الأكاذيب" التابع للوكالة إنّ "مروجي هذا الخبر اعتمدوا على مقطع فيديو قصير لـ حركة رتل يضم أكثر مِن 15 سيارة تحمل مسلّحين، وتٌسمع أصوات التكبير مِن المصطّفين على جانبي الطريق".
وحسب فريق المرصد فإنّه "لم يجد ما يكفي مِن الأدلة لـ إثبات صحة مقطع الفيديو، ولا يوجد ما يشير إلى هوية المسلّحين"، مضيفاً أنّ "الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع في حسابات عربية (مغرضة) هو الفيديو الوحيد الذي اعتُمد كـ مصدر للخبر".
وبعد متابعة الفيديو، توصّل فريق المرصد إلى أن "أول مَن نشره هو حساب يضع العلم الأرميني إلى جانب اسمه (@301_AD)"، وأنّه كتب في تغريدته "إنّ المقاتلين السوريين الذين نقلتهم تركيا مؤخراً إلى أذربيجان يتجهون إلى الخطوط الأمامية للقتال وهم يرددون (هتافات جهادية)".
— 301🇦🇲 (@301_AD) September 27, 2020
وحظيت التغريدة حتى كتابة الخبر بنحو 391 إعادة تغريد، و149 إعادة تغريد مع الاقتباس، بالإضافة إلى 115 رد، و680 إعجاباً، وتداول الفيديو مواقعُ إخبارية وعشرات الحسابات العربية والأجنبية.
ما حقيقة الفيديو؟
في رد على الفيديو قال الأذربيجاني (مراد خان أحمد) عبر حسابهِ في "تويتر" إن هؤلاء "هم جنود من أذربيجان وهم يهتفون باللهجة الأذربيجانية الأصلية التي تختلف عن اللهجات العربية التي تفتح الحرف الأول مِن لفظ الجلالة عند نطقه، خلافا للأذربيجانيين الذين يبتدئون لفظ الجلالة بحرف ياء مخففة".
— N@xp@2nW (@MuradkhanAhmad) September 27, 2020
وذكر "المرصد" أنه لم يجد ما يؤكّد صحة مقطع الفيديو أو أنّ السيارات كانت تحمل بالفعل مقاتلين سوريين، حيث لا يُظهر المقطع صوراً للمقاتلين، مردفاً "الواضح مِن لكنة الذين يهتفون بأنهم ليسوا مقاتلين، حيث تُسمع أصوات غالبها أصوات نساء يبدو أنهن يقفن على جانب الطريق قرب الشخص الذي يصوّر الرتل".
وكانت اشتباكات قد اندلعت، صباح أمس الأحد، مسلّحة على خط التماس بين القوات الأذرية والأرمينية في إقليم "قره باغ"، سقط خلالها قتلى وجرحى وتدمير طائرات، وسيطرت أذربيجان على عددٍ مِن القرى، فيما أعلنت أرمينيا التعبئة العامة.