icon
التغطية الحية

أبرزها القهوة والمكسرات.. تزايد الإقبال على المحمصات السورية في مصر قبيل العيد

2024.06.14 | 06:09 دمشق

محلات سورية تبيع المكسرات وضيافة العيد في مصر، القاهرة، حزيران/يونيو 2024 (تلفزيون سوريا)
محل سوري يبيع المكسرات وضيافة العيد في القاهرة، مصر، حزيران/يونيو 2024 (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

وسط روائح البن المطحون، والرفوف المرتبة والمنسقة على حسب اللون والنوع والسعر، يقف رائد الحمصي (49 عاما) وسط محله يلبي طلبات الزبائن الذين يطلبون المكسرات والموالح السورية المعروفة بجودتها في محمصته الكائنة بحي "ستة أكتوبر" بالقاهرة، في فترة الازدحام من أجل شراء مستلزمات العيد.

مع اقتراب عيد الأضحى، يتزايد الإقبال على المحمصات السورية في مصر، التي توفر المكسرات ومستلزمات ضيافة العيد من حلوى وشوكولا ونوجا وغيرها، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من البن "الطازج" الذي يطحن أمام الزبون.

تتركز المحمصات في القاهرة والجيزة والاسكندرية، بالإضافة إلى بعض المحافظات الأخرى، لتوفر احتياجات السوريين وتضيف منتجاتها للسوق المصري الذي يشهد إقبالا عليها أيضاً.

الترتيب والتنوع يجذب الزبون

"العين بتأكل قبل التم" يقول رائد، وهو سوري قادم من ريف دمشق، يشرح دور الترتيب والنظافة في جذب الزبون ويقول، ألوان المكسرات والمقرمشات وترتيبها بشكل معين على حسب لونها وحجمها يجعلها ملفتة لنظر الزبون.

كما أن النظافة في المحلات تلعب دورا مهما في جذب الزبون، فارتداء القفازات البلاستيكية عند الاقتراب من المنتجات ووضع طاقية بلاستيك على الرأٍس يزيد من طمأنينة الزبون ويدفعه إلى تذوق المنتجات براحة.

منذ لجوء السوريين إلى مصر بدأت تنتشر المحمصات السورية ومع مرور السنوات أصبحت تنافس نظيرتها المحلية، حيث تتنوع المكسرات والمقرمشات المعروفة بجودتها، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الشوكولا والسكاكر و"النوجا" ومنتجات أخرى جديدة في السوق.

"الياميش" السوري المشهور عند المصريين

منذ سنوات طويلة، تستورد مصر "الياميش" (الفاكهة المجففة والقمر الدين) من سوريا، وما يزال مفضلا لدى المصريين بعد توفره بأنواعه المختلفة في المحمصات السورية.

ومن أبرز أنواع الياميش المفضل للمصريين، هو التين المجفف والمشمشية والزبيب والقمر الدين، والذي يستخدم بشكل كبير في مواسم رمضان والأعياد وحتى في صناعة الحلويات.

رحمة سعيد (38 عاما)، امرأة مصرية، تقول من قبل أن يأتي السوريون كنا نشتري الياميش السوري، الذي يباع في محلاتنا المصرية والذي يتميز بنكهة لذيذة وجودة عالية، وأصبحنا نشتريه اليوم من محمصاتهم ومحلاتهم التي توفر كل ما نحتاجه من الياميش وغيره.

البن السوري

تتعدد أنواع البن الموجود في المحمصات السورية بين الكولومبي والبرازيلي وغيره، وتختلف أسعاره بحسب نوعه والمكان الذي يباع فيه، ويتراوح سعر كيلو القهوة بين 400 و900 جنيه مصري (19 دولارا أميركيا)

وفي الغالب يكون معظم زبائن البن في المحمصات من السوريين بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المصريين الذين يحبونها، ويضاف إليها أيضا حب الهال بكميات على حسب رغبة الزبون.

تطحن المحلات السورية القهوة بشكل يومي لتكون طازجة، وفي أكثر الأحيان يتم إعدادها أمام الزبون، بالإضافة إلى أن بعض المحلات تقوم بإعداد فنجان قهوة "ضيافة" للزبون ليتذوق الطعم والجودة في أثناء عملية البيع.

رندا حسن (48 عاما) سورية مقيمة في حي العبور التابع للقاهرة، تقول لموقع "تلفزيون سوريا" بعد موجة غلاء الأسعار أصبحت أشتري البن من المحمصات السورية فهو أرخص من البن المعلب، بالإضافة إلى أنه يكون طازجاً وأطلب منه الكمية التي أريدها ويمكن أن يقوم المحل بالتعديل أيضا كإضافة حب الهال وغيره.

الملبس والسميري المرتبط بذاكرة السوريين

يعد الملبس أو اللوز المحمص المطلي بعجينة السكر، والذي يستخدم في الموالد وحفلات الولادة والنجاح والأعياد جزءا من ذاكرة السوريين المرتبط طعمه بالمناسبات والأفراح، بالإضافة إلى السميري "قطع شوكولا صغيرة ملونة" والقضامة التي عاشت معهم منذ طفولتهم.

بعد وصول السوريين إلى مصر خلال العقد الأخير كان يتعذر عليهم الحصول على هذه المنتجات، ولكن وفرتها لاحقا المحمصات السورية بأنواعها المختلفة لتأمين احتياج السوريين منها، كما أصبحت منتشرة أيضا بين أوساط المصريين.

يبدأ سعر كيلو الملبس باللوز من نحو 250 جنيه، بينما تختلف أسعار القضامة والسميري وغيرها على حسب جودتها والمكان الذي تباع فيه.

يقول عبد الله محمد (57 عاما) سوري وصاحب محمصة، أغلب زبائن الملبس من السوريين، وفي المناسبات التي تحتاج لكميات كبيرة نقوم بتجهيز الطلب قبل أيام، ونوفر أيضا الورق الفضي الذي يلف فيه الملبس في الموالد والأفراح.

عربات تبيع مقرمشات سورية

يعمل بعض الشباب السوريين ببيع أكياس المقرمشات عبر تعبئتها في أكياس ووضعها في سيارة والترويج لها في الشوارع المكتظة مثل عباس العقاد و"ستة أكتوبر" وغيرها، ويكون سعرها زهيد لا يتجاوز 20 جنيها (نصف دولار أميركي)

ويزداد نشاطهم خلال فترة الأعياد ورمضان حيث تكون الشوارع ممتلئة بالمارة، والسعر القليل يجذبهم بالإضافة إلى اللهجة السورية المحببة للمصريين، وألوان المقرمشات الملفتة للنظر أيضا.

قاسم جمعة (26 عاما) سوري يقول، صديقي لديه محل لبيع المقرمشات وفي كل عيد نقوم أنا وبعض أصدقائي ببيعها في الشوارع ونحقق ربحا مقبولاً يغطي بعض مسؤولياتنا.

يضيف قاسم، الشعب المصري ودود ويحب الأكل السوري مما يجعله يقبل على الشراء منا، كما أننا نحاول لفت النظر من خلال بعض الأغاني والجمل التي تجذب الزبون.