"يدك التي تملؤني قمحاً".. قصائد أولى للشاعرة السورية فداء البعيني

"يدك التي تملؤني قمحاً" هو عنوان المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة السورية فداء البعيني، والصادرة أخيراً عن دار "أبجد" للترجمة والنشر والتوزيع، على هيئة قصائد نثرية مفعمة بالبوح عمّا يختلج ليس داخل الشاعرة بوصفها "أنثى" فحسب، وإنما داخل كل امرأة ورجل في بلادها الحاضرة- الغائبة- المهاجرة.

يتضح ذلك الحضور جلياً في قصيدة البعيني المعنونة بـ "وداعاً للياسمين" التي تقول فيها:

"يا وطنْ/ لا البقاء فيك بمأمن/ ولا هجرك كان سلاماً/ مَدوم/ يا قَدرْ/ لماذا ألوانك مخاتلة/ أم إنها لا تتقن خواتم الرسوم؟/.

أشعار فداء اختارتها لتصنع منها مرآة تعكس من خلالها تأملاتها وتجاربها الإنسانية، وذكرياتها، ومشاعرها تجاه ذاتها والآخر، وتجاه الأمكنة أيضاً. فكما تناولت قصائدها الحزن والخيبة والخذلان والانكسار، تناولت أيضاً الحنين والشوق والحب والأمل والحرية.

وبالرغم من تجربتها الشعرية الحديثة نسبياً، إلا أن فداء نجحت في امتلاك مفاتيح قصيدة النثر من خلال اعتمادها على الرمز والمجازات اللغوية ذات الدلالات والتشبيهات المشبعة بالمعنى. تلك المفاتيح عبّرت عنها الشاعرة في أحد حواراتها بالقول: "هي من شحنة الروح وصدق التجربة إحداهما أو كلاهما معاً، والتمكن اللغوي يعود لمخزون روحي أولاً وثقافي ثانياً".

"يحييني جمهوري الواهم/ لبراعتي المكتسبة/ في القفز من الخيبة/ والمعاودة بثقة مغمَضة/ ويصفق لك جمهورك الواثق/ لاحترافك الاختباء/ والتلاشي/ وراء ستائر اللامبالاة". (من قصيدة: نعمة الارتداد).

تفكّر فداء في نصوصها الوليدة حديثاً بصوت مرتفع، لتبحث عن أجوبة لتساؤلات جمّة، بتحدٍّ منقطع النظير غير عابئة بالقيود ولا بالعبارات المحدّدة بأقواس الحديث؛ عن أصل الأشياء في نقائها الأول، انطلاقاً من صرختها: "خلق الضوء ليشع/ بلا قضبان".

"أنا امرأة كلما اقترب الخريف منها/ أزهرت/ من رحم النهايات".

فداء البعيني

شاعرة سورية مغتربة. تخرجت في جامعة دمشق، قسم اللغة الإنجليزية- دراسات عليا في الأدب المقارن. وتابعت جزءاً من دراساتها العليا في إنكلترا.

تقيم حالياً في كندا (منذ عام 2017) وتحاول إكمال دراستها الأكاديمية والحصول على درجة الدكتوراه في الجامعات الكندية. وتعمل في الوقت ذاته على مشروع روايتها الأولى.

نشرت العديد من القصائد والنصوص النثرية في المواقع والصحف والمجلات الثقافية.  

اقرأ أيضاً

الشعر العربي بين القديم والحديث (9).. عن "قصيدة النثر" وإشكالية التجديد

• الكتاب: "يدك التي تملؤني قمحاً"- مجموعة شعرية.

• الإصدار: مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع- 2022.

• عدد الصفحات: 105 صفحات- من القطع الوسط.