نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين يابانيين، أن طوكيو ترفض إلزام جيشها مشاركة واشنطن عسكريا إذا اندلعت حرب مع بيجين حول تايوان.
وأضافت أن واشنطن حثت طوكيو على النظر في أدوار للجيش الياباني، مثل البحث عن غواصات صينية حول تايوان، دون الحصول على أي التزام.
ويعمل المسؤولون العسكريون الأميركيون واليابانيون على خطة لإدارة الصراع على تايوان منذ أكثر من عام، لكن المحادثات لم تحسم انضمام اليابان إلى القتال في حال اندلعت مواجهة ضد الصين.
وسيكون حمل اليابان على الانخراط في القتال بشكل مباشر أكثر صعوبة، إذ يتجنب القادة اليابانيون علنا مناقشة أي دور في أي حرب على تايوان، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الرأي العام يعارض بشكل عام التورط في صراع.
وتقع اليابان في أقرب نقطة لها على بعد 112 كيلومترا "70" ميلاً فقط، من تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، وتستضيف حوالي 54 ألف جندي أميركي يتمركزون في جزيرة أوكيناوا الجنوبية.
وإذا تحركت الصين للاستيلاء على تايوان وتدخلت الولايات المتحدة، كما قال الرئيس جو بايدن، فمن المحتمل أن يأتي الرد الأول من تلك القواعد الأميركية، بموجب اتفاقية يعود تاريخها إلى الستينيات، بحسب الصحيفة.
وتسعى الولايات المتحدة إلى مزيد من الوضوح من اليابان، حيث يحاول الجانبان تطوير خطة تشغيلية مشتركة للنزاع على تايوان.
ويقول أشخاص مطلعون على المحادثات إن الموضوعات تشمل طرق الإمداد ومواقع إطلاق الصواريخ وخطط إجلاء اللاجئين. ويشير هؤلاء إلى أن اليابان مستعدة لدعم الجيش الأميركي من خلال توفير الوقود والإمدادات الأخرى.
الصراع على تايوان
تصاعدت التوترات عبر مضيق تايوان منذ انتخاب الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين في عام 2016. ورفضت تساي قبول الصيغة التي أقرها سلفها، ما ينج جيو، للسماح بزيادة العلاقات عبر المضيق.
وفي الوقت نفسه، اتخذت بكين إجراءات عدوانية بشكل متزايد، بما في ذلك من خلال تحليق طائرات مقاتلة بالقرب من الجزيرة. ويخشى بعض المحللين من أن الهجوم الصيني على تايوان قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب مع الصين.
وأجرت الصين، التي لم تتخلى أبدا عن فكرة استخدام القوة لفرض سيطرتها على تايوان، تدريبات في نيسان الماضي حول الجزيرة في رد فعل غاضب على اجتماع رئيسة تايوان تساي إينج وين مع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوتسي.
ووافقت وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا على بيع محتمل لذخيرة وإمدادات لوجستية لتايوان في صفقتين منفصلتين تصل قيمتهما إلى 440 مليون دولار.
وتعتبر تايوان مهمة للولايات المتحدة والغرب، لأنها أحد مراكز القوة الاقتصادية في آسيا، مع استحواذها على نصيب كبير من الصناعة العالمية لأشباه الموصلات.
صراع يتجدد
تايوان هي جزيرة يفصلها مضيق تايوان عن الصين، وكانت تحكم بشكل مستقل عنها، لكن الصين تعتبرها منذ عام 1945 مقاطعة منشقة وتتعهد "بتوحيد" تايوان مع البر الرئيسي. في حين أن تايوان لديها حكومة منتخبة ديمقراطيا وتضم 23 مليون نسمة.
وقبل ذلك، خسرت الصين تايوان بعد معركة مع اليابان عام 1895، وتنازلت عنها، لتصبح مستعمرة يابانية، وبقيت تحت سيطرتها لمدة 50 عاما حتى نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية استعادتها الصين،و بعد إعلان الزعيم الشيوعي ماو تسي تونع قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949 واندلاع حرب أهلية، فر القوميون وموظفون حكوميون وتجار إلى تايوان بقيادة حزب "الكومينتانغ" مع بقايا الجيش، وأعلنت النخبة الهاربة بعد سيطرتها على الجزيرة بدعم أميركي الاستقلال.