يرى مسؤولون أميركيون أن الأنباء الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز رئيس أحد أجهزة الأمن الفيدرالي الروسي، تُظهر توتراً بشأن غزو أوكرانيا المتعثر، على حد وصفهم.
وتقول الولايات المتحدة إن تقارير موثوقة تفيد بخضوع رئيس وحدة "أوكرانيا" في وكالة الاستخبارات الروسية/ الأمن الفيدرالي (FSB) يخضع للإقامة الجبرية؛ وبأن مشاحنات تدور حالياً بين وكالة الاستخبارات ووزارة الدفاع الروسية، وفق تقرير نشرته أمس السبت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
ويتحدث التقرير عن عمليات تبادل وتوجيه الاتهامات بدأت تنشب بين وكالة الاستخبارات والدفاع الروسية، وذلك بعد أن تحولت "العملية العسكرية" التي توقعت موسكو أن تتوج باستيلاء سريع على العاصمة الأوكرانية، إلى مستنقع مكلف ومحرج.
تلك المشاحنات نتج عنها اعتقال مسؤول استخبارات روسي كبير واحد على الأقل، بحسب التقرير، إلا أن توجيه أصابع الاتهام إلى ذلك المسؤول لا يبدو أنه يشكل تهديداً مباشراً على قبضة فلاديمير بوتين الحديدية على السلطة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أخبر مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) وليام بيرنز، الكونغرس أن بوتين خطط للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف في غضون يومين فقط، مما يشير إلى أن الرئيس الروسي كان يتوقع مقاومة ضئيلة.
إلا أن القوات الروسية قوبلت بهجمات مضادة أوكرانية شرسة أدت إلى توقف تقدمها البري هذا الأسبوع، وسط تزايد عدد القتلى، من بينهم أربعة جنرالات روس بحسب ما أعلنت الدفاع الأوكرانية. وتقدر بعض حسابات الإدارة الأميركية أن ما يصل إلى سبعة آلاف جندي روسي قتلوا خلال الحرب، في حين يرجّح مسؤولون أن تكون التقديرات غير مؤكدة.
ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين أن أجهزة الاستخبارات الروسية "غالباً ما تُحرج من إبلاغ رؤسائها بالأخبار السيئة، وربما عززت آراء بوتين عن أوكرانيا بشأن انهيار قيادتها بسرعة وترحيب بعض مواطنيها بالقوات الروسية".
وتقول الصحيفة إن ضابط الأمن الفيدرالي الذي أُبلغ بأنه قيد التحقيق والإقامة الجبرية هو رئيس الخدمة الخامسة بجهاز الأمن الفيدرالي، الجنرال سيرغي بيسيدا، وتلك الخدمة معروفة أيضاً باسم "خدمة المعلومات التشغيلية والاتصالات الدولية".
ونقلت عن مسؤول استخباري أميركي سابق أن بوتين، وهو رئيس سابق لجهاز الأمن الفيدرالي، ساعد في إنشاء الخدمة الخامسة التي تعمل كذراع استخبارات أجنبية لوكالة المخابرات، مضيفاً أن هذه الوحدة تتقاسم مسؤولية تمهيد الطريق لغزو أوكرانيا.
من جانبه، قال الصحفي الاستقصائي الروسي أندريه سولداتوف، إن بوتين ربما يلوم جهاز الأمن الفيدرالي لفشله في الانهيار السريع للحكومة الأوكرانية الذي كان يتوقعه، مضيفاً أن "بوتين نفسه كان متأكداً تماماً من أنه يفهم أوكرانيا جيداً حقاً" وفق ما ورد في التقرير.