أعلنت قرغيزستان وطاجيكستان وقف إطلاق النار على حدود البلدين، بعد اشتباكات دامية سقط فيها على كلا الجانبين 40 شخصاً معظمهم من المدنيين، وذلك إثر خلاف حدودي قديم يتجدد كل فترة، إلا أن هذه المرة كانت الاشتباكات الأعنف وحصيلة القتلى الأكبر.
وقال مكتب الرئيس القرغيزي، صدر جباروف، بعد محادثات هاتفية مع الزعيم الطاجيكي، إمام علي رحمان، إنهما ناقشا "إجراءات تهدئة الموقف في أسرع وقت ممكن على الحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان".
وأضاف البيان: "اتفق الزعيمان على عقد اجتماع بالعاصمة دوشنبه في النصف الثاني من أيار، على أن يسبق ذلك اجتماع للوفود الحدودية التابعة للبلدين خلال الأيام القليلة المقبلة".
واندلعت الاشتباكات يوم الأربعاء الفائت على الحدود المتنازع عليها بين الدولتين، بين إقليم سوغد في طاجيكستان وإقليم باتكينت في جنوب قرغيزستان، بسبب خلاف على محطة ضخ مياه في مركز غولوفنوي على نهر إسفارا.
وتعود جذور الصراع إلى فترة استقلال البلدين عن الاتحاد السوفييتي عام 1991، وحينذاك غابت آليات واتفاقات إدارة المياه العابرة للحدود بين قرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
ويعتمد سكان وادي فرغانة المقسم بين الدول الثلاث على الزراعة والرعي، وطالما كانت تبعات هذين القطاعين السبب في تجدد الاشتباكات بين البلدين.
ورغم موافقة طاجيكستان على وقف إطلاق النار يوم أمس الجمعة، فإنها أكدت على عدم تنازلها "عن أي شبر من أراضيها لأحد"، ما أثار تخوفاً من صراع أطول من سابقاته هذه المرة.
وأفادت السلطات الصحية في قرغيزستان، يوم أمس الجمعة، بمقتل 31 شخصاً جميعهم من المدنيين باستثناء 3، وإصابة 154 آخرين.
ولم تعلن حكومة طاجيكستان عن عدد ضحايا القتال من طرفها، لكن وسائل إعلام نقلت عن مصادر مطلعة أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 10 مواطنين، بينهم عناصر في حرس الحدود، وإصابة 90 آخرين.
وبدأت الأزمة الحالية عندما تراشق المزارعون والرعاة الحجارة عل جانبي الحدود، لينضم إليهم حرس الحدود وتتحول الأسلحة من الحجارة إلى الأسلحة الثقيلة والمروحيات.
يشار إلى أن الحدود المتنازع عليها بين البلدين تمتد على طول 480 كيلو متراً من أصل كامل الحدود التي يبلغ طولها 980 كيلو متراً.
وأعلن الرئيس القرغيزي صدر جباروف، اليوم السبت، الحداد الوطني يومي 1-2 أيار، تكريماً لضحايا الاشتباكات الحدودية التي وقعت بين بلاده وطاجيكستان.
دعوات للتهدئة
قال بغداد أمرييف، الأمين العام لمجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية "المجلس التركي"، إن التوتر على الحدود بين قيرغيزستان وطاجيكستان، يجب أن يحل بالمفاوضات الدبلوماسية والمشاورات الودية.
وأعرب أمرييف، في بيان أصدره أمس الجمعة، عن أسفه الشديد للاشتباكات التي اندلعت على الحدود بين قيرغيزستان وطاجيكستان أخيراً، ما تسبب في سقوط ضحايا من الجانبين.
وأضاف: "نتابع هذه التطورات بقلق كبير، كما نرحب بإعلان الجانبين وقف إطلاق النار"، الذي توصلا إليه.
وأردف: "ندعو الجانبين لتغليب صوت العقل والحكمة، وحل جميع الخلافات بالطرق الدبلوماسية والسلمية القائمة على مبدأ احترام السيادة وحسن الجوار بين البلدين".
ويضم المجلس التركي الذي أُسس في 3 تشرين الأول 2009، تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان، إضافة إلى المجر بصفة مراقب.
ويهدف المجلس (مقره إسطنبول) إلى تطوير التعاون بين الدول الناطقة بالتركية في العديد من المجالات بينها التعليم والتجارة.
ودعت الأمم المتحدة، طاجيكستان وقرغيزستان إلى بذل مزيد من الجهود لإيجاد حل طويل الأمد للنزاعات الحدودية بينهما بالوسائل السلمية.
جاء ذلك على لسان نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، الجمعة، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الأممية في نيويورك.
وقال حق: "أجرت الممثلة الأممية الخاصة لآسيا الوسطى، ناتاليا غيرمان، اليوم، محادثات هاتفية مع وزيري خارجية قيرغيزستان (تشينغيز أيداربيكوف) وطاجيكستان (سراج الدين مهر الدين)".
وأضاف أن الممثلة الأممية ناقشت مع الوزيرين "الوضع الراهن على الحدود بين بلديهما".