نعى رجل من محافظة السويداء ابنه بكلمات حزينة، الذي توفي نتيجة حادث سير على أوتستراد دمشق – حمص، وهو في طريقه للسفر إلى لبنان هرباً من أداء الخدمة الإلزامية في قوات النظام السوري.
وقبل يوم واحد من وفاة الشاب رئبال جمول، كتب والده سليمان منشوراً على صفحته في (فيس بوك)، قائلاً: "كيف بدك تخدم وطن كله مافيات وطن اللصوص"، وشرح من خلال المنشور الأسباب التي منعته من إرساله لأداء "الخدمة العسكرية"، وأرفق كلامه بصورة وهو يقبل ابنه، دون أن يعلم أنها ستكون القبلة الأخيرة.
وأضاف في منشوره: "وطن الحيتان الكبير بياكل الصغير والمعثر الفقير ما في أصغر منه بهالوطن، أين أولاد المسؤولين من الخدمة الإلزامية، الخدمة الإلزامية لأولاد الفقراء وأولادهم بأحلى أماكن وخارج البلد".
وتابع: "جبناهم للدنيا لينعموا بالأمن والاستقرار بس للأسف، لقد أتوا إلى وطن مستنقع مافيات ولصوص مستنقع محسوبيات وفساد، لك شو بدنا نقول لولادنا عنكم راح نقلهم نحن قدمنا دم وأرواح للوطن وفداء لتراب الوطن بس كانت غلطه".
وختم: "لله درك يا غالي معليش عيش نازح ببلد غريب أحسن ما تعيش ببلدك نازح".
الكلمات الحزينة التي كتبها الوالد، كانت بعد توديع ابنه المسافر، وقبل أن يُفجع بخبر وفاته يوم أمس الخميس، إثر حادث سير على أوتستراد دمشق – حمص قبل الوصول إلى الحدود اللبنانية.
شبان السويداء والخدمة الإلزامية
وتعتبر "الخدمة العسكرية الإلزامية" سبباً رئيسياً -إلى جانب الخوف من الاعتقال والبطالة والأوضاع المعيشية المتردية- في هجرة آلاف الشبان شهرياً من مناطق سيطرة النظام السوري نحو الدول المجاورة مثل لبنان والعراق وتركيا.
وتُعرف محافظة السويداء بأنها تحوي أكبر عدد من المتخلفين عن "الخدمة الإلزامية" منذ عام 2011، وخلال السنوات الماضية فرضت قوات النظام حملات أمنية متكررة للقبض على الفارين من "الخدمة العسكرية"، إلا أن حماية قدمتها الفصائل المحلية في السويداء، حالت دون إيجاد حل حقيقي من قبل النظام.