قال رئيس منظمة "مساعدة الرهائن" نزار زكا، يوم الأربعاء، إن مسؤولاً أمنياً لبنانياً التقى مسؤولين أميركيين في واشنطن في إطار وساطة بين الولايات المتحدة والنظام السوري للإفراج عن أميركيين مفقودين في سوريا.
وذكر زكا، أن مدير الأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم، كان يناقش مصير ستة أميركيين محتجزين في الشرق الأوسط، لكن "الهدف الأساسي" لمهمته هو الصحفي أوستن تايس الذي فُقد بالقرب من العاصمة السورية دمشق قبل عقد من الزمن.
وأضاف أن "مسؤولي إدارة بايدن لم يكونوا ليوجهوا الدعوة للمسؤول اللبناني إلى واشنطن لو لم يتوصلوا إلى شيء "خطير جداً" فيما يتعلق بقضية تايس". مشيراً إلى أن هناك "خيوطًا جدية" في القضية، من دون ذكر تفاصيل إضافية، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة أسوشيتد برس.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن التقى مطلع الشهر الجاري، بوالدي الصحفي الأميركي المختطف في سوريا، أوستن تايس، حيث أكدا أن بايدن "تعهّد بالتواصل بشكل مباشر مع النظام السوري لإيجاد حل يعيد ابنهما إلى الوطن".
ووفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن والدي تايس "يعتقدان أن مشاركة بايدن الشخصية سترسل إشارات إلى النظام السوري بأن الحكومة الأميركية تنظر إلى حرية نجلها على أنها أولوية، وستفاوض بحسن نية بعد سنوات من العقوبات والعزلة".
وعقب اجتماعهم معه في البيت الأبيض، وصف الوالدان بايدن بأنه "عاطفي ومدرك تماماً لتفاصيل قضية أوستن"، مشيرين إلى أنه أخبرهم أنه "اتصل مع أشخاص من الإدارات السابقة التي كانت على علم بالقضية للحصول على المعلومات، وطرح أسئلة عليهم حول ما يعتقدون أنه يمكن القيام به".
مَن هو أوستن تايس؟
وكان تايس يعمل مصوراً صحفياً لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكالاتشي نيوز"، و"واشنطن بوست" و"سي بي إس"، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، عندما جرى اعتقاله عند حاجز لقوات النظام قرب دمشق، في آب من عام 2012.
وفي أيلول من العام نفسه، ظهر تايس في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجز لدى جماعة مسلحة غير معروفة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حياً أو ميتاً.
وفي العام 2018 أعلنت السلطات الأميركية، عن مكافأة قدرها مليونا دولار، لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.
مفاوضات واشنطن مع نظام الأسد بخصوص الرهائن
وفي حزيران 2017، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن تواصل سري جرى بين رئيسي المخابرات الأميركية "CIA" حينها مايك بومبيو وعلي مملوك، بهدف تحرير أوستن تايس.
وأوضحت الصحيفة أن تلك المفاوضات السرية، أقرّت بها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقالت إنها عُقدت لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى النظام، من دون أن تقول كثيرا بشأن هذه المفاوضات.
واجتمع كبير مساعدي البيت الأبيض، كاش باتيل، والضابط السابق في الجيش الأميركي روجر كارستينز، مع رئيس جهاز استخبارات نظام الأسد علي مملوك، في دمشق، لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى نظام الأسد، بمن فيهم الصحفي أوستن تايس، الذي اختفى في آب من عام 2012، والطبيب مجد كمالماز الذي اختفى عام 2017.