icon
التغطية الحية

"هلاك حتمي للبشرية".. كوكب صخري يكشف مستقبل الحياة على الأرض

2024.09.30 | 16:20 دمشق

آخر تحديث: 30.09.2024 | 16:20 دمشق

"هلاك البشرية".. كوكب صخري يرسم صورة للمستقبل البعيد للحياة على الأرض
"هلاك حتمي للبشرية".. كوكب صخري يكشف مستقبل الحياة على الأرض
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت دراسة أميركية حديثة عن رصد أول كوكب صخري يدور حول نجم يحتضر يُعرف باسم "قزم أبيض"، مرجحةً أنه قد يقدم لمحة عن مستقبل الأرض البعيد، إذ يبدو من المحتمل أن ينجو كوكبنا من فناء الشمس، لكنه سيتحول فقط إلى جرم بارد وخاو من البشر في الفضاء.

وأوضحت الدراسة، التي استندت إلى بيانات من تلسكوبات في ولاية هاواي الأميركية، أن هذا الكوكب، الذي تبلغ كتلته نحو 1.9 مرة كتلة الأرض، يدور حول قزم أبيض يقع على بُعد 4200 سنة ضوئية من النظام الشمسي، في منطقة قريبة من مركز مجرتنا، درب التبانة.

وأشارت الدراسة إلى أن هذا القزم الأبيض كان في الأصل نجماً أكبر من الشمس بمرتين، لكنه فقد معظم كتلته مع نهاية حياته، ليصبح قزماً أبيضاً، وهي المرحلة النهائية لنحو 97% من النجوم في الكون. وتُعد هذه النجوم، بما في ذلك شمسنا في المستقبل، بقايا نجمية خافتة.

ووفقاً للباحثين، كان الكوكب قبل تحوّل نجمه إلى قزم أبيض يدور في نطاق يُعرف بـ"النطاق القابل للحياة"، وهي منطقة يمكن أن تحتوي على مياه سائلة، مما يدعم إمكانية وجود حياة. ومع ذلك، بعد تحوّل النجم إلى قزم أبيض، ابتعد الكوكب عن نجمه، ليصبح حالياً كوكباً متجمداً وغير صالح للحياة.

وأوضح عالم الفلك بجامعة كاليفورنيا، كيمينج تشانج، في تصريح نُشر يوم الخميس في دورية "نيتشر أسترونومي" العلمية، أن "هذا الكوكب يعيش حالياً في حالة تجمد تام، حيث أن القزم الأبيض الذي يدور حوله، ورغم كونه أصغر حجماً من الكوكب نفسه، أصبح خافتاً بشكل كبير مقارنة بحالته عندما كان نجماً طبيعياً".

ومن المتوقع أن تتحول الشمس، التي يبلغ عمرها 4.5 مليار سنة، إلى قزم أبيض في المستقبل.

نهاية الشمس

قالت عالمة الفلك بجامعة كاليفورنيا-بيركلي، جيسيكا لو، إنه في نهاية حياة الشمس، التي يبلغ عمرها حالياً 4.5 مليار سنة، ستتحول إلى عملاق أحمر قبل أن تفقد كتلتها تدريجياً لتصبح قزماً أبيض، موضحة أن هذا التحول سيؤدي إلى توسع مدار الكواكب حول الشمس، مما يثير تساؤلات حول مصير الأرض.

وأضافت لو، التي شاركت في إعداد الدراسة: "مع فقدان الشمس كتلتها، ستزداد مدارات الكواكب حجماً، وفي النهاية ستفقد الشمس كل طبقاتها الخارجية، لتترك وراءها لُباً مكثفاً ساخناً يُعرف بالقزم الأبيض".

هلاك محقق للبشرية؟

يختلف علماء الفلك حول مصير كوكب الأرض عند تضخم الشمس ووصولها إلى مرحلة العملاق الأحمر، حيث تشير التقديرات إلى أن هذا التحول سيحدث بعد نحو 7 مليارات عام، بينما ستتحول الشمس إلى قزم أبيض بعد مرور مليار عام على تلك المرحلة.

وأشار عالم الفلك كيمينج تشانج إلى أن النظريات تختلف حول ما إذا كانت الأرض ستتمكن من النجاة، مبيناً أن النماذج الحالية تشير إلى احتمال نجاة كوكبنا، على عكس كوكب الزهرة الذي يُرجح أن يتم ابتلاعه بالكامل، بينما يبدو أن كوكب المريخ لديه فرص أفضل للنجاة بفضل مداره الأبعد.

وأضاف: "مع تقدم عمر الشمس وارتفاع درجة حرارتها، سيتحرك النطاق الصالح للحياة في النظام الشمسي بعيداً عن موقعه الحالي، مما يجعل الأرض صالحة للحياة لأقل من مليار عام من الآن. ومن المرجح أنه بحلول تلك المرحلة ستكون محيطات الأرض قد تبخرت تماماً".

وفيما يتعلق بما إذا كان هذا السيناريو يعني الهلاك المؤكد للبشرية أو لأي شكل من أشكال الحياة التي قد تبقى على الأرض، شدد تشانج على أن "الهجرة من كوكب الأرض قبل انقضاء هذا المليار عام ستكون ضرورة حتمية".

وتابع: "عندما تتحول الشمس إلى عملاق أحمر، قد نجد ملاذاً آمناً على أقمار ضخمة في النظام الشمسي الخارجي، مثل القمر جانيميد التابع لكوكب المشتري، أو القمرين تيتان وإنسيلادوس التابعين لكوكب زحل." واختتم حديثه قائلاً: "هناك أمل".